الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        3693 - حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث ، قال : حدثني عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : قلت لسالم ، لم نهى عمر رضي الله عنه عن المتعة ، وقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفعلها الناس معه ؟

                                                        فقال : أخبرني عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن عمر رضي الله عنه قال : ( إن أتم العمرة أن تفردوها من أشهر الحج ، والحج أشهر معلومات ، فأخلصوا فيهن الحج ، واعتمروا فيما سواهن من الشهور
                                                        ) .

                                                        فأراد عمر رضي الله عنه بذلك تمام العمرة ، لقول الله عز وجل : وأتموا الحج والعمرة لله .

                                                        وذلك أن العمرة التي يتمتع فيها المرء بالحج ، لا تتم إلا بأن يهدي صاحبها هديا ، أو يصوم إن لم يجد [ ص: 148 ] هديا ، وإن العمرة في غير أشهر الحج تتم بغير هدي ولا صيام ، فأراد عمر رضي الله عنه بالذي أمر به من ذلك ، أن : يزار البيت في كل عام مرتين ، وكره أن يتمتع الناس بالعمرة إلى الحج ، فيلزم الناس ذلك ، فلا يأتون البيت إلا مرة واحدة في السنة .

                                                        فأخبر ابن عمر رضي الله عنهما ، عن عمر رضي الله عنه في هذا الحديث ، أنه إنما أمر بإفراد العمرة من الحج ؛ لئلا يلزم الناس ذلك ، فلا يأتون البيت إلا مرة واحدة في السنة ، لا لكراهته التمتع ؛ لأنه ليس من السنة ، فأما قوله : إنه أتم لعمرة أحدكم وحجته أن يفرز كل واحدة من صاحبتها ، فإن ما روينا عن ابن عباس رضي الله عنهما عنه يدل على خلاف ذلك .

                                                        وقد روينا عن ابن عمر رضي الله عنهما من رأيه خلافا لذلك أيضا .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية