الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              1339 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب المتوثي بالبصرة ، قال : حدثنا أبو داود السجستاني ، قال : حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي ، قال : حدثنا معتمر بن سليمان ، قال : حدثني أبي ، عن الربيع ، عن رفيع أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، في قوله عز وجل وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم [ ص: 317 ] وأشهدهم على أنفسهم قرأ يحيى إلى قوله المبطلون ؛ قال : " جمعهم واستنطقهم ، فتكلموا ، وأخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين إلى قوله أفتهلكنا بما فعل المبطلون ؛ قال : فإني أشهد عليكم السماوات السبع والأرضين السبع ، وأشهد عليكم أباكم أن تقولوا يوم القيامة : لم نعلم بهذا ، أنه لا إله غيري ولا رب غيري ، فلا تشركوا بي شيئا ، فإني سأرسل إليكم رسلي تذكركم عهدي وميثاقي ، وأنزل عليكم كتابي ، قالوا : شهدنا أنك ربنا وإلهنا ، لا رب لنا غيرك ، ولا إله لنا غيرك ، فأقروا يومئذ بالطاعة ، ورفع عليهم أباهم آدم فنظر إليهم ، فرأى فيهم الغني والفقير ، وحسن الصورة ودون ذلك ، فقال : رب لو شئت سويت بين عبادك ؟ قال : إني أحببت أن أشكر ، ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج عليهم النور ، وخصوا بميثاق آخر في الرسالة والنبوة وهو الذي يقول : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا وهو الذي يقول : فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ، قال : وكان روح عيسى عليه السلام في تلك الأرواح التي أخذ عليها الميثاق ، فأرسل ذلك الروح إلى مريم ؛ قال فأرسلنا إليها روحنا فتمثل [ ص: 318 ] لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ، حتى بلغ مقضيا ، قال : فحملته ، قال : حملت الذي خاطبها وهو روح عيسى عليه السلام ، فسأله مقاتل بن حيان : من أين دخل الروح ، فذكر عن أبي العالية عن أبي بن كعب أنه دخل من فيها " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية