الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              باب بيان كفر طائفة من الجهمية زعموا أن القرآن ليس في صدور الرجال

              164 - حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن رجاء ، قال : حدثنا أبو نصر عصمة بن أبي عصمة ، قال : حدثنا الفضل بن زياد ، قال : حدثنا أبو طالب أحمد بن حميد ، عن أبي عبد الله ، قلت : " قد جاءت جهمية رابعة ، قال : ما هي ؟ ، قلت : زعموا أن إنسانا أنت تعرفه قال : من زعم أن القرآن في صدره ، فقد زعم أن في صدره من الإلهية شيئا ، قال : ومن قال هذا ، فقد قال مثل ما قالت النصارى في عيسى ، أن كلمة الله فيه . فقال : ما سمعت بمثل هذا قط ، قلت : هذه الجهمية ، قال : أكثر من الجهمية ، من قال هذا ؟ قلت : إنسان ، قال : لا تكتم علي مثل هذا ، قلت : موسى بن عقبة ، وأقرأته الكتاب فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقال : ليس هذا صاحب حديث ، وإنما هو صاحب كلام ، لا يفلح صاحب كلام ، واستعظم ذلك ، وقال : هذا أكثر من الجهمية ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ينزع القرآن من صدوركم " ، وقال : في [ ص: 356 ] صدورنا وأبنائنا ، هذا أكثر من الجهمية " ثم قلت : إنه قد أقر بما كتب به ، وقال : أستغفر الله ، فقال : لا يقبل منه ولا كرامة ، يجحد ويحلف ثم يقر ، ليته بعد كذا وكذا سنة إذا عرف منه التوبة يقبل منه ، لا يكلم ويجفى ، ومن كلمه وقد علم ، فلا يكلم . [ ص: 357 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية