الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله تعالى في آخر الآية : ( إن الله غفور رحيم ) ففيه إشكال وهو أنه لما قال : ( فلا إثم عليه ) فكيف يليق أن يقول بعده : ( إن الله غفور رحيم ) فإن الغفران إنما يكون عند حصول الإثم .

                                                                                                                                                                                                                                            والجواب : من وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدهما : أن المقتضي للحرمة قائم في الميتة والدم ، إلا أنه زالت الحرمة لقيام المعارض ، فلما كان تناوله تناولا لما حصل فيه المقتضي للحرمة عبر عنه بالمغفرة ، ثم ذكر بعده أنه رحيم ، يعني لأجل الرحمة عليكم أبحت لكم ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : لعل المضطر يزيد على تناول الحاجة ، فهو [ ص: 13 ] سبحانه غفور بأن يغفر ذنبه في تناول الزيادة ، رحيم حيث أباح في تناول قدر الحاجة .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : أنه تعالى لما بين هذه الأحكام عقبها بكونه غفورا رحيما ؛ لأنه غفور للعصاة إذا تابوا ، رحيم بالمطيعين المستمرين على نهج حكمه سبحانه وتعالى .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية