الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1129 209 - حدثنا عبد الله بن يزيد ، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب قال: سمعت مرثد بن عبد الله اليزني قال: أتيت عقبة بن عامر الجهني فقلت: ألا أعجبك من أبي تميم يركع ركعتين قبل صلاة المغرب فقال عقبة: إنا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: فما يمنعك الآن ؟ قال: الشغل.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة من قوله: " إنا كنا نفعله على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ".

                                                                                                                                                                                  (ذكر رجاله) وهم خمسة:

                                                                                                                                                                                  الأول: عبد الله بن يزيد من الزيادة المقري أبو عبد الرحمن ، مر في "باب بين كل أذانين صلاة".

                                                                                                                                                                                  الثاني: سعيد بن أبي أيوب الخزاعي ، واسم أبي أيوب مقلاص، يكنى أبا يحيى .

                                                                                                                                                                                  الثالث: يزيد بن أبي حبيب ، يزيد من الزيادة، يكنى بأبي رجا، واسم أبي حبيب سويد ، وحبيب ضد العدو.

                                                                                                                                                                                  الرابع: مرثد بفتح الميم وسكون الراء وفتح الثاء المثلثة وبالدال المهملة ابن عبد الله اليزني بفتح الياء آخر الحروف والزاي وبالنون، وهو نسبة إلى يزن بطن من حمير ، مر في "باب إطعام الطعام من الإيمان".

                                                                                                                                                                                  الخامس: عقبة بن عامر الجهني بضم الجيم وفتح الهاء وبالنون والي مصر ، مر في "باب من صلى في فروج الحرير".

                                                                                                                                                                                  (ذكر لطائف إسناده): فيه حدثنا بصيغة الجمع [ ص: 247 ] في موضعين، وبصيغة الإفراد في موضع، وفيه السماع والإتيان، وفيه القول في أربعة مواضع، وفيه أن رواته مصريون غير أن شيخه من ناحية البصرة وسكن مكة .

                                                                                                                                                                                  (ذكر معناه):

                                                                                                                                                                                  قوله: " ألا أعجبك " قال بعضهم: بضم أوله وتشديد الجيم من التعجب. (قلت): التعجب من باب التفعل، ولا يأتي الفعل منه على ما قاله وما غيره إلا قول الكرماني : لا أعجبك من التعجب، وليس هذا إلا من باب الإعجاب بكسر الهمزة، ومعناه أن مرثد بن عبد الله يخبر عقبة بن أبي تميم شيئا يتعجب منه، حاصله أنه يستغربه، وأبو تميم بفتح التاء المثناة من فوق عبد الله بن مالك الجيشاني بفتح الجيم وسكون الياء آخر الحروف بعدها شين معجمة، نسبته إلى جيشان بن عبدان بن حجر بن ذي رعين ، وهو تابعي كبير مخضرم، أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ القرآن على معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه، ثم قدم في زمن عمر رضي الله تعالى عنه، فشهد فتح مصر وسكنها، قاله ابن يونس ، وقد عده جماعة في الصحابة لهذا الإدراك، وذكره الذهبي في "تجريد الصحابة".

                                                                                                                                                                                  قوله: " يركع ركعتين " ، وفي رواية الإسماعيلي : " حين يسمع أذان المغرب "، وفيه " فقلت " لعقبة: " وأنا أريد أن أغمصه " بغين معجمة وصاد مهملة أي أعيبه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " على عهد النبي صلى الله عليه وسلم " أي على زمنه .

                                                                                                                                                                                  قوله: " الشغل " بضم الشين وضم الغين وسكونها.

                                                                                                                                                                                  (ذكر ما يستفاد منه) فيه دلالة على استحباب الركعتين قبل المغرب لمن كان متأهبا بشروط الصلاة لئلا يؤخر المغرب عن أول وقتها، كذا قاله قوم، وقد مر بيان الخلاف فيه، ورد على من استدل به على امتداد وقت المغرب، وقال بعضهم: وفيه رد على قول القاضي أبي بكر بن العربي لم يفعلهما أحد من الصحابة; لأن أبا تميم تابعي، وقد فعلهما. (قلت): قول القاضي على قول من عد أبا تميم من الصحابة، فلا وجه للرد عليه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية