الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              النوع الثاني : في ركائبه صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن سعد عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال : كان القصواء من نعم بني الحريش ابتاعها أبو بكر بأربعمائة ، وكانت عنده حتى نفقت ، وهي التي هاجر عليها ، وكانت حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة رباعية ، وكان اسمها القصواء والجدعاء والعضباء .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أيضا عن ابن المسيب قال : كان اسمها العضباء ، وكان في طرف أذنها جدع وكانت تسبق كلما وقعت في سباق .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والبخاري ، وأبو داود ، والنسائي وابن سعد عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العضباء ، لا تسبق ، فقدم أعرابي على قعود له فسبقها ، فسبقت ، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «حق على الله تعالى أن لا يرفع شيئا في الدنيا إلا وضعه » ، ورواه الدارقطني ولفظه قال : سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فسبقه ، وكأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدوا في أنفسهم من ذلك ، فقيل له في ذلك ، فقال : «حق على الله تعالى أن لا يرفع شيء نفسه في الدنيا إلا وضعه » ، ورواه أيضا عن أبي هريرة ، لكنه قال : القصواء وفي رواية العضباء .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد نحوه عن سعيد بن المسيب وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الناس إذا [ ص: 409 ] رفعوا شيئا أو أرادوا رفع شيء وضعه الله تعالى » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد عن قدامة بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يرمي على ناقة صهباء .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو الحسن بن الضحاك عن أبي كاهل رضي الله تعالى عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بالناس يوم عيد على ناقة مخضرمة ورقاء ، وحبشي يمسك بخطامها ، قال وكيع : مخضرمة يقول : مقطوع طرف أذنها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أيضا عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يخطب الناس على ناقته الجدعاء في حجة الوداع .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن عبدوس : وكانت العضباء شهباء .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية