الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1847 1036 - (1844) - (1 \ 215) عن ابن عباس ، قال : لما خيرت بريرة ، رأيت زوجها يتبعها في سكك المدينة ، ودموعه تسيل على لحيته ، فكلم العباس ليكلم فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبريرة : " إنه زوجك " ، قالت : تأمرني به يا رسول الله ؟ قال : "إنما أنا شافع " ، قال : فخيرها ، فاختارت نفسها ، وكان عبدا لآل المغيرة يقال له : مغيث .

التالي السابق


* قوله : "لما خيرت " : على بناء المفعول .

* "يتبعها " : من إفراطه في حبها .

* "فكلم " : أي : زوجها .

* "فيه " : في شأنه .

* "فاختارت نفسها " : أي : ولم تقبل الشفاعة ، وفيه أنه لا إثم في رد شفاعة الصالحين ، والظاهر أنها ما ردت إلا لأمر عظيم .

* "وكان " : أي : زوجها .

* "عبدا " : لا دلالة فيه على كونه عبدا باقيا على الرق حين خيرت ، وقد جاء ما يدل على أنه كان حرا حينئذ ، وكذا جاء ما يدل على أنه كان عبدا .

وبالجملة : فمن قال : إنه كان حينئذ عبدا ، فيمكن أنه ما اطلع على إعتاقه ، فاعتمد على الأصل ، ومن قال : إنه معتق ، فمعه زيادة علم ، فينبغي الأخذ بحديثه ، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية