الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1790 1006 - (1787) - (1 \ 209 - 210) عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كنت امرأ تاجرا ، فقدمت الحج ، فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة ، وكان امرأ تاجرا ، فوالله إني لعنده بمنى ، إذ خرج رجل من خباء قريب منه ، فنظر إلى الشمس ، فلما رآها مالت ، يعني : قام يصلي ، قال : ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل ، فقامت خلفه تصلي ، ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء ، فقام معه

[ ص: 243 ] يصلي ، قال : فقلت للعباس : من هذا يا عباس ؟ قال : هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي . قال : فقلت : من هذه المرأة ؟ قال : هذه امرأته خديجة بنة خويلد . قال : قلت : من هذا الفتى ؟ قال : هذا علي بن أبي طالب ابن عمه . قال : فقلت : فما هذا الذي يصنع ؟ قال : يصلي ، وهو يزعم أنه نبي ، ولم يتبعه على أمره إلا امرأته ، وابن عمه هذا الفتى ، وهو يزعم أنه سيفتح عليه كنوز كسرى وقيصر . قال : فكان عفيف - وهو ابن عم الأشعث بن قيس - يقول - وأسلم بعد ذلك ، فحسن إسلامه - : لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ ، فأكون ثالثا مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه
- .

التالي السابق


* قوله : "لأبتاع " : أي : أشتري .

* "خباء " : - بكسر خاء ومد - على وزن كتاب : خيمة من وبر أو صوف .

* "حين راهق الحلم " : أي : بلغ حين مراهقة الحلم .

* "ولم يتبعه " : أي : ملازما معه ، وإلا فالحديث يقتضي أن هذه الواقعة كانت بعد افتراض الصلاة ، وقد تبعه يومئذ كثير ، والله تعالى أعلم .

وفي "المجمع " : رجاله ثقات .

* * *




الخدمات العلمية