الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1698 949 - (1696) - (1 \ 195 - 196) عن أبي عبيدة بن الجراح ، قال : ذكر من دخل عليه فوجده يبكي ، فقال : ما يبكيك يا أبا عبيدة ؟ فقال : نبكي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوما ما يفتح الله على المسلمين ، ويفيء عليهم ، حتى ذكر الشام ، فقال : "إن ينسأ في أجلك يا أبا عبيدة ، فحسبك من الخدم ثلاثة : خادم يخدمك ، وخادم يسافر معك ، وخادم يخدم أهلك ويرد عليهم ، وحسبك من الدواب ثلاثة : دابة لرحلك ، ودابة لثقلك ، ودابة لغلامك " ، ثم هذا أنا ، أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا ، وأنظر إلى مربطي قد امتلأ دواب وخيلا ، فكيف ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا ؟ وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أحبكم إلي ، وأقربكم مني ، من لقيني على مثل الحال التي فارقني عليها " .

التالي السابق


* قوله : "ويفيء " : من أفاء : أن يرد عليهم من مال الكفرة .

* "إن ينسأ " : على بناء المفعول آخره همزة ; أي : يؤخر .

* "من الخدم " : - بفتحتين - .

* "يرد عليهم " : أي : حاجتهم من خارج البيت ; أي : يأخذ لهم من خارج البيت ما يحتاجون إليه .

* "لرحلك " : أي : لركوبك .

* "لثقلك " : أي : لمتاعك .

* "إلى مربطي " : المربط كمنبر : ما تربط فيه الدابة .

[ ص: 176 ] وفي "المجمع " : وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات .

* * *




الخدمات العلمية