الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الداعية قدوة حسنة للآخرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تخبرني أختي في الله وهي في قمَّة الحيرة: أعرف داعيةً تقيم الدروس والمواعظ، والنساء يتأثَّرن بها وبدعوتها، ولكن حين أجلس معها جلسةً خاصَّة، أراها ترتكب معصيةً هي من أعظم المعاصي، فهي تغتاب الناس، بل وقد تغتاب والديها وتنتقدهما بشدَّةٍ أمام الناس دون احترام لهما ولا توقير!!. تتساءل أختي كيف يمكن لإنسانٍ أن يحقِّق إنجازاتٍ دعويَّة، وأن تسيل دموعه بغزارةٍ بين يدي الله في الصلاة -وهذان الأمران نعمةٌ عظيمةٌ لا يؤتاهما إلا إنسانٌ تقيّ- بينما هي ترتكب هذه المعاصي الشنيعة؟ ما تفسير ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الكمال لله ، وقلما يسلم بشر من الخطأ والذنب ، إلا أن الواجب على من أخطأ هو التوبة والاستغفار ، قال صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون." رواه أحمد والترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم." رواه مسلم ، وليس هذا حثا على ارتكاب الذنوب ، بل هو بيان لحب الله جل وعلا للتائبين ، ولمدى قبوله للتوب منهم. أما بالنسبة للأخت الداعية التي تغتاب الناس فالواجب عليها أن تكون قدوة لغيرها ، وألا يخالف فعلها قولها ، ويجب على من اطلع منها على ذلك أن ينصحها ، ويذكرها بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) [الصف: 2،3]وبقوله تعالى (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)[البقرة:44]
وقد سبقت الإجابة عن حكم الغيبة والتحذير منها ، وتفاصيل أخرى في شأنها برقم: 6710
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني