الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاية لمركز يقوم بعمليات تجميل

السؤال

سؤالى يتعلق بموضوع التجميل: أنا معروض علي أن أعمل على نشر إعلانات لمركز تجميل عن طريق الإنترنت مقابل مبلغ من المال (راتب) بالإضافة إلى نسبة على كل عميل أقوم بجلبه من خلال هذه الإعلانات للمركز (العمل سيكون من المنزل) مثلا عميل يريد أن يزيل الترهلات. العملية بمبلغ 250 جنيه أنا لي منها 150 وهكذا، والأقسام التى سأعلن عنها هي: (تكبير وتصغير الأنف أو الصدر أو الشفايف أو الهانش / التخسيس وإزالة الدهون / إزالة الدوالي / إزالة الترهلات / إزالة البقع من الجسم نتيجة احتكاك الملابس الداخلية بالجسم /عمل سويت بالحلاوة / عمل سويت بالجهاز / إزالة مكان الجرح / إزالة حب الشباب / زرع شعر /إزالة الشعر من جميع أجزاء الجسم بالليزر) بصراحة أنا قمت برفض أقسام تكبير وتصغير الأعضاء لأنها تغيير فى خلق الله هكذا، ولكن فى نفس الوقت أحياناً تكون ضرورية مثلا طفل مولود بشفة مشقوقة يريد أن يقوم بإصلاحها، وأحياناً تقوم بنت أو مدام بعمل عمليات من أجل عدم الراحة النفسية، وأحياناً بسبب الجلوس كثيراً أمام جهاز الكمبيوتر أو بحكم طبيعة العمل فيكبر (الهانش) وتراه غير متناسق مع جسدها، وأحيانا يطلب الزوج من زوجته عمل هذه العمليات، وأحياناً أخرى تقوم البنت أو السيدة بعملها لكي تصبح مثل ممثلة ما، ولذلك رفضت العمل بقسم التكبير والتصغير، ولكن كما ذكرت هناك حالات تكون نفسية أو مشوهة مثل شفاه طفل، وقال لي صاحب المركز إنه قبل إجراء أية عملية يقوم الدكتور برؤية ما إذا كان التغيير الذى سيطرأ على الجسم يناسبه أم لا من خلال جهاز الكمبيوتر. بالنسبة لي: هل إذا قمت بالعمل بإعلانات التكبير والتصغير هذه حرام علي؟ أم بها شبهة والأفضل أن أبتعد عنها؟ أم أنشرها وأقوم بسؤال من تتصل بي ما الغرض من إجراء العملية؟ وهل من حقي أن أتدخل في خصوصيتها قد تحرج مثلا من قول زوجي طلب مني هذا، أم أن الذنب سيقع على صاحب المركز والطبيب الذي سيقوم بإجراء العملية لكن أنا أيضا سأتحمل معهم الذنب لأني أنا الذي جذبت العميل بالإعلان.
وفيما يتعلق بالتخسيس أو إزالة الدهون أو شفطها فقد قرأت مقالا قال فيه طبيب لو لم يتم اختيار المريض المناسب، فلا ننسى أن هذه عملية تجميل، أي أن أي شيء قد يعرض الصحة للخطر فيكون هذا غير وارد، وهناك خطورة لا ترجى العملية، فلو تم الاختيار المناسب قد تصل نسبة الخطورة للانعدام. هل نشر هذا القسم حرام.
وقسم زرع الشعر وإزالة الدوالي والترهلات وإزالة البقع بالجسم ومكان الجروح. هل حلال العمل بها أم حرام أم فيها شبهة؟ وهل لو فيها شبهة أتركها أفضل، مع العلم أنني لا أعرف كيف ستتم هذه العمليات، ولم أقرأ هل هى خطيرة أو تؤدي لأمراض كشفط الدهون؟
وقسم إزالة الشعر من جميع الجسم بالليزر ويقوم بإزالة الشعر من الجسم تماماً فيكون الجسد عارياً، ولكن لا أعرف هل هو خطير أم لا؟ وقسم إزالة الشعر بالسويت بالحلاوة وتقوم به بنت لبنت. فهل هو حرام؟ أنا لا أعلم كيف ستقوم به أي هل سيكون فيه كشف للعورة أم لا؟ وقسم إزالة الشعر بالجهاز لا أعلم من يقوم به هل طبيب أم بنت أيضاً لبنت؟
صاحب المركز مسيحي أيضا قال يوجد قسم لعلاج التجاعيد، لو لبنت أي امرأة غير متزوجة يكون العلاج بممارسة العادة السرية. رفضت هذا الكلام تماماً لكن قال إن أخصائية مراهقين هي التي تطلب من البنت هذه الممارسة لهذه العادة، وأيضاً قسم خاص بالمساج وتقوم به البنات للأولاد.
يا فضيلة الشيخ أنا في حيرة من أمري والله. هل لو فيه أقسام حلال واشتغلت بها هل مرتبي سيكون حلالا بالرغم أنهم يعملون في أشياء محرمة أو مشتبه فيها؟ و هل لو جاءت عميلة وقالت هل عندكم فى المركز قسم كذا أقصد قسما من الأقسام المحرمة أو المشتبهة. هل أكذب عليها وأقول لها لا أم أقول لها نعم لكن هذا ليس من اختصاصي. لكن في هذه الحالة ستطلب مني رقم صاحب المركز. طيب كيف أرد عليها؟
وقرأت فتوى لشيخ يقول فيها إنه يجب أن يقوم الطبيب الرجل بمعالجة الرجل والطبيبة للمرأة، ولكن صديقتي طبيبة وتقول إن الطبيب المسلم يؤدي قسمان قسم خاص بالطبيب عموماً و آخر خاص بالطبيب المسلم ويتضمن الحفاظ على عورة المريض وأسراره؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا أن عمليات التجميل نوعان: نوع: ليس القصد منه إلا طلب الحسن والجمال، فهذا النوع من العمليات التجميلية لا يجوز، والنوع الثاني: ما يحتاج إليه الشخص لإزالة ضرر أو ألم أو تشوه أو شين فهذا جائز. وانظر الفتاوى أرقام: 33999 ،17718، 8149 .
ولمعرفة حكم إزالة الترهل خصوصا انظر الفتويين: 15571، 159001 وما أحيل عليه فيهما.
ولمعرفة حكم إزالة البقع وحب الشباب انظر الفتويين: 16417، 41090 وما أحيل عليه فيهما.
وانظر حكم تكبير الأنف والشفاه والصدر في الفتويين: 73307، 61303 وما أحيل عليه فيهما.
وانظر حكم إزالة الدهون في الفتوى: 57181 وما أحيل عليه فيها.
وانظر حكم زرع الشعر وإزالته في الفتاوى أرقام: 42724، 113، 10441 وما أحيل عليه فيها.
هذا وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة حول هذا الموضوع في جملة من فتاوانا المنشورة على الموقع ومن ضمنها الفتوى رقم: 151681 وما أحيل عليه فيها.
وخلاصة القول- كمأ أشرنا- في عمليات التجميل أن ما كان منها للمجرد طلب الحسن والجمال لا يجوز، وبالتالي لا يجوز العمل فيه ولا الإعلان عنه، وما كان منها لإزالة ضرر أو ألم أو شين فهو جائز، والعمل المباشر فيه أو الترويج لمن يعمله جائز.
وبالنظر إلى ما ورد في السؤال فالظاهر- والله أعلم- أن هذا المركز لا يجوز العمل معه لما فيه من المخالفات الشرعية الواضحة والكثيرة وإجراء العمليات لمجرد طلب الحسن والجمال، إلا إذا كان كل قسم منه أو عمل من الأعمال المذكورة مستقل بنفسه أو ما تريد أنت التعامل معه منه مستقل فيجوز لك حينئذ العمل في المباح منه والترويج له دون غيره، ولا يضرك بعد ذلك كون مال المركز يختلط بعضه ببعض، لأن المال الحرام إذا اختلط بالحلال لم يحرم الحلال، ولم يحرم معاملة أصحابه في الحلال.. وانظر الفتوى:51352وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني