الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخفاء العمل أو إظهاره يرجع فيه إلى المصلحة الراجحة

السؤال

أقوم بالدعوة إلى الله في الشبكات الاجتماعية باسمي الصريح، ولكنني أخشى على نفسي من عدم الإخلاص، حيث هناك أشخاص يعرفونني شخصياً فأتخيل في كثير من الأحيان أنهم يقرؤون هذا الكلام وغير ذلك، فهل الأفضل في هذه الحالة أن أدخل باسم مستعار غير صريح حتى لا تكون هناك مشكلة في الإخلاص؟ أم أبقى على اسمي الحقيقي؟ حتى يكون فعل الخير مخفيا عن الناس ولا يعلم به إلا الله خصوصاً أنني أرغب في عمل بعض الحملات لتغيير المنكر أو لفعل المعروف، وقد سمعت أن بعض السلف كان يفعل المعروف ويخفيه ثم إذا ظهر هذا العمل للناس بكى من شدة حرصه وخوفه على نفسه من الفتنة وعدم الإخلاص، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن إخفاء العمل ما أمكن أولى من إظهاره، لأنه أدعى للإخلاص وأبعد عن الرياء، وإنما يحمد إظهار العمل الصالح إذا كان في ذلك مصلحة راجحة، وراجع الفتوى رقم: 165657.

فإذا علمت هذا، فإن كانت دعوتك إلى الله بالاسم المستعار يتأدى بها المقصود نفسه دون إخلال، وتحصل بها المصلحة ذاتها الحاصلة من تعريفك بنفسك باسمك الحقيقي، فدخولك بالاسم المستعار أولى، وإن كان دخولك باسمك الحقيقي أدعى إلى انتفاع الناس واهتمامهم بما تكتبه لكونك معروفا لديهم مثلا فالأولى أن تدخل باسمك الحقيقي تحقيقا لهذه المصلحة مع الحرص على مجاهدة النفس في تحصيل الإخلاص وتجنب الرياء المحبط للعمل، وانظر للأهمية حول سبيل التخلص من الرياء الفتوى رقم: 134994.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني