الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يقتصر غير المتعمق في العلم في بيان وتعليم ما تعلمه

السؤال

أنا موظف في شركة بترولية, وقد اتعظت من سرعة مرور الأيام وانقضاء الأعمار, لا سيما أن اهتمام الناس بالدين في الشركة ضعيف, وتحمست لأن أكون داعية بينهم بإحياء الدعوة, وتنشيط الجامع بإقامة الجمعة, مع أن أنظمة الشركة لا تسمح بدخول غير الموظفين, ولو كان شيخًا لخطبة الجمعة, واحترت بين الانتساب للشريعة وبين الحرص على العلم عند المشايخ والبدء بالدعوة, لا سيما أن العلم عند المشايخ أكثر إخلاصًا من الدراسة النظامية, إضافة إلى أن الانتظار أربع سنوات للحصول على الشريعة أمر يساعد على طول الأمل,
ووجدت ترحيبًا من الموظفين بقيامي بإحياء صلاة الجمعة, لاسيما مع قدرتي على حفظ خطبة من خطب الحرمين وإلقائها, في حين أن أقربائي يرون فعلي تطاولًا على الدين؛ لأني لست من أهله حتى أقوم بالخطابة والاجتهاد في الدعوة, علمًا أن متطلبات الأهلية الكاملة من تفرغ عند المشايخ لا يتأتى لي كموظف شركة.
أفيدوني, جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرًا على غيرتك لدينك, ومقصدك الحسن في الدعوة إليه, وحسبك شهادة رب العالمين في قوله: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}، وأما عن إقامتك للجمعة بالعمال فلا حرج فيه, شريطة توفر شروطها المبينة في الفتوى رقم: 7637.

ولا يلزمك التفرغ لطلب العلم عند المشايخ, أو التخرج من كلية الشريعة, أو غيرها, ولكن احرص على طلب العلم في أوقات فراغك, والوسائل الحديثة قد سهلت ذلك؛ بحيث يمكنك الاستماع لدروس العلماء وأنت في بيتك, واقتصر على بيان ما تعلم, ولو أن تأمر الناس بالمحافظة على الصلاة في الجماعة, وتحثهم على التوبة, ونحو ذلك, وقد قال صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية. أخرجه البخاري, ولا تكون الدعوة إلا عن علم بما يدعو إليه الداعي, قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ {يوسف:108}، على بصيرة أي: علم، وليس معنى ذلك أن لا يدعو المؤمن حتى يصير عالمًا في كل الأمور، بل إذا علم مسألة من مسائل الدين، فينبغي له أن يبلغها, وليس في ذلك تطاول على ما ليس من حق المرء, نسأل أن ينفعك وينفع بك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني