الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أذكار دبر الصلوات المكتوبة تغفر الصغائر

السؤال

هناك حديث بمعنى: من سبح الله وكبره وحمده ثلاثا وثلاثين وأتم المائة.. إلى آخر الحديث، فهل تكفير الذنوب يكون عند قولها بعد كل صلاة؟ أم تغفر الذنوب إذا قالها الإنسان بعد الصلوات الخمس؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحديث المشار حديث صحيح رواه مسلم وغيره، وهو يدل على أن من قال هذه الأذكار بعد كل صلاة من الصلوات الخمس تغفر صغائر ذنوبه، والمراد بكل صلاة: الصلاة المكتوبة ـ كما قال العلماء ـ قال الزرقاني في شرح الموطأ: كُلِّ صَلَاةٍ ـ ظَاهِرُهُ فَرْضًا أَوْ نَفْلًا، وَحَمَلَهُ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ عَلَى الْفَرْضِ، لِقَوْلِهِ فِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عِنْدَ مُسْلِمٍ: مَكْتُوبَةٍ ـ فَحَمَلُوا الْمُطْلَقَاتِ عَلَيْهَا.

وقال ابن علان في دليل الفالحين: كل صلاة ـ أي: مكتوبة.

وقال المباركفوري في مرعاة المفاتيح: في دبر كل صلاة ـ أي عقب كل فريضة.. وذلك احترازا من صلاة النافلة.

ولذلك، فإن تكفير هذه الأذكار لصغائر الذنوب يكون عند قول العبد لها بعد كل صلاة من الصلوات الخمس، وليس بعد غيرها من صلوات النافلة.

والمراد بالخطايا الذنوب الصغائر، كما قال العلماء، وقال بعضهم: ويحتمل الكبائر، قال ابن علان: والمكفر بالطاعات صغائر الذنوب المتعلقة بحق الله سبحانه.

أما الكبائر: فلا بد من التوبة منها أو عفو الله تعالى عنها، وانظر الفتوى رقم: 123438.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني