الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء على أولاد الظالم مما لا ينبغي

السؤال

شيخنا الفاضل حفظكم الله وبعد:
لي صديقة ملتزمة وتخشى ربها .. تسكن مع زوجها وأولادها في قطر وأهل زوجها في قطر آخر تقول إنهم يمكرون بها كثيرا وفي الفترة الأخيرة ازداد مكرهم ليس لشيء سوى من باب الغيرة والحسد والسيطرة تقول إنها تعاملهم بالحسنى وترسل لهم الهدايا وتسأل عنهم بالرغم من كل ذلك لكن بالفترة الأخيرة عندما ازداد مكرهم وتخطيطهم وهي تعلم ذلك جيدا تقول لأجل ذلك ولشدة ضيقها منهم وعدم تركها بحالها بسعادتها بزوجها وأولادها وطاعة ربها وهذا ما تسعى إليه نقول لأجل ذلك الضيق ولتعب تفسيتها منهم أحيانا ومن شدة ضيقها وإحساسها بالظلم تدعو من قلبها تقول ,, يا رب إذا كانوا حقا يمكرون وكما أنا أشعر يا رب تجعلهم يتمنون رؤية ابنهم الذي هو زوجها وتجعل ذلك يا رب درسا لهم لمكرهم ,,تقول هذا الدعاء لأن مكرهم يتمثل في تزويج ابنهم وأمور أخرى تتعلق بعلاقتها بزوجها ,,تسأل وتقول هل عليها إثم في هذا الدعاء وهل هذا من الأدعية التي فيها قطع للرحم تقول هي من شدة معاناتها معهم عندما تكون بينهم وعندما تكون بعيدة لا يتركونها بحالها فهي تتمنى أحيانا أن يحرمهم الله رؤية ابنهم هي تقول وترجو أن لا تحيلوها إلى فتاوى أخرى وترجو إجابة وافية تقول إنهم أناس لا يخشون الله ومتكبرون ومتجبرون ويشعرون أنهم فوق كل الناس ويتعاملون مع السحرة تقول حاولت هي بنفسها إرشادهم وبطرق ودية فكانوا يستهزؤون بها ويقولون لها (خلي الدين لك) ترجو من الله أن توضحوا لها إذا كان عليها إثم في دعائها ذلك فإذا كان عليها إثم تقول إن من حق المظلوم أن يدعو على الظالم وهي تفسر ذلك الدعاء بقولها ما داموا ينتظرون الدقيقة التي يجتمعون فيها معهم ليينفذوا تخطيطهم لها مع زوجها فمن حقها أن تدعو عليهم أن يحرمهم الله رؤيته طبعا بعاقبة خير لزوجها ؟
وجزاكم الله خير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا جواز دعوة المظلوم على من ظلمه وانتصاره لنفسه ، وذكرنا أنه ممن يستجاب له؛ لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ، ولكن شريطة ألا يعتدي في دعائه. وللوقوف على تفاصيل ذلك نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية : 11571 ، 21067 ، 41882 .

وأما صيغة دعاء تلك المرأة فهي مما لا ينبغي لأن فيها دعاء على شخص بريء ألا وهو زوجها؛ ولذا نرى أنه ليس من حقها أن تدعو بمثل ذلك، وإن كانت ستدعو على من ظلمها فحسبها أن تقول: اللهم انتقم لي منهم، اللهم اكفني شرهم بما شئت . ونحو ذلك والذي ننصحها به أن تصبر على مكرهم وأذاهم وتجازيهم عن سيئاتهم إحسانا، وعلى ظلمهم عفوا وغفرانا، فالله سبحانه وتعالى يقول : وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى: 40 } وقال سبحانه : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت: 34 } وإكرام أهل الزوج إكرام للزوج وإحسان إليه، وهو دليل على عقل المرأة ورزانتها؛ كما بينا ذلك في هاتين الفتويين: 54675 ، 61640 ، وللفائدة نرجو مراجعة الفتويين : 41576 ، 50621 .

وننبه هنا إلى أن الإحالة إلى فتاوى سابقة لا يمكن الاستغناء عنها ولا ينبغي التبرم منها؛ لأنها تختصر الإجابة إذ لا يحال غالبا إلا على أمور تفيد السائل بعد ذكر الحكم الشرعي له وإجابة سؤاله ، والوصول إليها سهل حيث يتم بالضغط على رقم الإحالة بالماوس فهي تفيد السائل وتعين المسؤول .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني