الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 3875 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي ، أخبرنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم ، حدثنا عبد الله بن جعفر بن قرهمان مولى الفرافصة بن عمير الحنفي في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، حدثني أبي ، عن أبيه وردان وكان وردان بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة قال وقال وردان : كان بيت عائشة سقط شقه الشرقي قال فدعيت فجئت إلى عمر بن عبد العزيز قال وردان فقلت له إنا نخاف أن يغلبنا الناس على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأمرت بالعمد فأتيت بها ثم أمرت بالصياحي فجعلت سرادقا عليه فكان ذلك السرادق أول [ ص: 57 ] سرادق رئي بالمدينة فسترت عليه فلما أصبحنا قال عمر ادخل يا وردان فدخلت وحدي وأبناء المهاجرين والأنصار والعرب يتناولون ما أخرج من التراب حتى وصلت الجدار الذي كان فيه قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلما رأيتها قلت أيها الأمير قدم قد بدت لي ، فارتاع لها وارتاع من معه من قريش والأنصار والعرب ، فقال له سالم : أيها الأمير لم ترع هذه قدم أبي وأبيك عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمعت ابن عمر يقول : " كان رجلا طوالا فضاق عنه اللحد فحفروا لقدميه في الجدار قال : غيبهما رحمك الله يا وردان قال وردان فبنيت طاقا على قدميه قال عبد الله بن جعفر وصف أبي كما وصف له أبوه وردان هكذا قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو زرعة " وصف لي كل قبر بحيال صدر صاحبه .

قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، قبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه " .

قد روى البخاري في كتابه ، عن فروة ، عن علي ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال لما سقط عنهم الحائط في إمارة الوليد بن عبد الملك أخذوا في بنيانه فبدت لهم قدم ففزعوا فظنوا أنها قدم النبي صلى الله عليه وسلم فما وجدوا أحدا يعلم ذلك ، حتى قال لهم عروة : " لا والله ما هي قدم النبي صلى الله عليه وسلم ما هي إلا قدم عمر " .

قال الشيخ أحمد : " وقد يجوز أن يكون ذلك في إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة من جهة الوليد بن عبد الملك ثم قد يجوز أن يكون عروة وسالم قالاه فلا يكون بين الروايتين اختلاف والله أعلم .

[ ص: 58 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية