الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 4452 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن جعفر بن برقان قال قال ابن مسعود : " كل ما هو آت قريب ، ألا إن البعيد ما ليس بآت ألا لا يعجل الله لعجلة أحد ، ولا يخف لأمر الناس ، ما شاء الله لا ما شاء الناس ، يريد الله أمرا ويريد الناس أمرا ، أما ما شاء الله كان ، ولو كره الناس ، لا مقرب لما باعد الله ، ولا مباعد لما قرب الله ، ولا يكون شيء إلا بإذن الله ، أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " . قال معمر : وقال غير جعفر ، عن ابن مسعود : وخير ما ألقي في القلب اليقين ، وخير الغنى غنى النفس ، وخير العلم ما نفع ، وخير الهدي ما اتبع ، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربع ذراع ، فلا تملوا الناس ولا تساموهم ، فإن لكل نفس نشاطا وإقبالا ، وإن لها سآمة وإدبارا ، ألا وشر الرؤيا رؤيا الكذب ، والكذب يقود إلى الفجور ، وإن الفجور يقود إلى النار ، ألا وعليكم بالصدق ، فإن الصدق يقود إلى البر ، وإن البر يقود إلى الجنة ، واعتبروا في ذلك إنهما الفتيان التقيا يقال للصادق صدق وبر ويقال للفاجر كذب وفجر ، وقد سمعنا نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول " لا يزال العبد يصدق حتى يكتب صديقا ولا يزال يكذب حتى يكتب كذابا ألا وإن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ، ولا أن يعد الرجل منكم صبيه ثم لا ينجز له ألا ولا تسألوا أهل الكتاب عن شيء ، فإنهم قد طال عليهم الأمد ، فقست قلوبهم ، وابتدعوا في دينهم ، فإن كنتم لا محالة سائليهم فما وافق كتابكم فخذوه ، وما خالفه فذكر عبد الله كلمة يعني أمسكوا عنه واسكتوا ، ألا وإن أصغر البيوت البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء ، ألا وإن البيت الذي ليس فيه كتاب الله خرب كخراب البيت الذي لا عامر له ، وإن الشيطان يخرج من البيت الذي يسمع سورة البقرة يقرأ فيه " .

[ ص: 441 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية