الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
1153 - حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية ، أخبرني سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال قال : كان منا رجل يقال له الأسود بن كلثوم ، وكان إذا مشى لا يجاوز بصره قدمه ، وكان يمر وفي الجدر يومئذ قصر بالنسوة ولعل إحداهن تكون واضعا يعني ثوبها أو خمارها فإذا رأينه راعهن ثم يقلن : كلا إنه أسود بن كلثوم فلما قرب غازيا قال : اللهم إن نفسي هذه تزعم في الرخاء أنها تحب لقاءك فإن كانت صادقة فارزقها ذلك وإن كانت كارهة .

قال إسماعيل : فاحملها عليه ، وقال مرة : فارزقها ذلك وإن كرهت ، وأطعم لحمي سباعا وطيرا فانطلق في جبل فدخلوا حائطا فنذر بهم العدو ، فجاؤوا فأخذوا بثلمة في الحائط فنزل الأسود عن فرس فضربها حتى غارت فخرجت وأتى الماء ثم توضأ وصلى قال : يقول العجم : هكذا استسلام العرب إذا استسلموا ثم تقدم فقاتل حتى قتل رحمه الله قال : فمر عظم الجيش بعد ذلك بذلك الحائط ، فقيل لأخيه : لو دخلت فنظرت ما بقي من عظام أخيك ولحمه قال : لا دعا أخي بدعاء فأستجيب له فلست أعرض في شيء من ذلك " .

التالي السابق


الخدمات العلمية