الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
1707 - حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد الله بن عمر بن ميسرة الخثعمي القواريري ، حدثنا جعفر بن سليمان ، حدثنا هشام بن أبي هشام ، عن محمد بن كعب القرظي قال : لما استخلف عمر بن عبد العزيز رحمه الله بعث إلي وأنا بالمدينة ، فقدمت عليه فلما دخلت جعلت أنظر إليه نظرا لا أصرف بصري عنه متعجبا فقال : يا ابن كعب ، إنك لتنظر إلي نظرا ما كنت تنظره قال : قلت متعجبا قال : ما أعجبك ؟ قال : قلت : يا أمير المؤمنين أعجبني ما حال من لونك ونحل من جسمك ونفي من شعرك فقال : كيف لو رأيتني بعد ثلاثة وقد دليت في حفرتي أو في قبري وسالت حدقتي على وجنتي وسال منخري صديدا ودودا كنت لي أشد نكرة ، حدثنا حديثا نحفظه عن ابن عباس قال : قلت : أنبأنا ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من أشرف المجالس ما استقبل به القبلة ولا تصلوا خلف نائم ولا متحدث ولا تشتروا الحرر بالثياب واقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في صلاتكم ، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما ينظر في النار " وقال : " من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله عز وجل ، ومن سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله ، ومن سره أن يكون [ ص: 240 ] أغنى الناس فليكتف برزق الله ، ثم قال : ألا أنبئكم بشراركم ؟ قلنا : بلى يا رسول الله قال : الذي ينزل وحده ويمنع رفده ويجلد عبده ثم قال : ألا أنبئكم بشر من هذا ؟ قلنا : بلى يا رسول الله قال : " الذي يبغض الناس ويبغضونه " ثم قال : ألا أنبئكم بشر من ذلك ؟ قلنا : بلى يا رسول الله صلى الله عليك وسلم قال : " الذين لا يقيلون عثرة ولا يغفرون ذنبا ولا يقبلون معذرة " ثم قال : " ألا أنبئكم بشر من هذا قلنا : بلى يا رسول الله قال : " من خيف شره ولم يرج خيره إن عيسى ابن مريم قام في بني إسرائيل قال : يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، ولا تظلموا بينكم ولا تعاقبوا ظالما بظلمه فيبطل فضلكم إنما الأمور ثلاثة : أمر بين لك رشده فاتبعه ، وأمر بين لك غيه فاجتنبه ، وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عز وجل " .

التالي السابق


الخدمات العلمية