الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
2307 - حدثنا عبد الله ، حدثني الحسن بن عبد العزيز الجذامي أبو علي الجروي قال : كتب إلينا ضمرة عن رجاء بن جميل الأيلي قال : قال عبد الرحمن بن عبد القاري لسعيد بن المسيب حين قدمت البيعة للوليد وسليمان المدينة من بعد أبيهما : " إني مشير عليك بخصال ثلاث قال : وما هي قال : تعتزل مقامك فإنك تقوم حيث يراك هشام بن إسماعيل ، أو تخرج معتمرا قال : وما كنت لأنفق مالي وأجهد بدني في شيء ليس فيه نية [ ص: 316 ] قال : فما الثالثة ؟ قال : تبايع ، قال أرأيت إن كان الله عز وجل أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما علي ؟ - قال : وكان أعمى - قال رجاء : فدعاه هشام إلى البيعة فأبى فكتب فيها إلى عبد الملك فكتب إليه عبد الملك ما لك ولسعيد ما كان علينا منه شيء نكرهه ، فأما إذا فعلت فاضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس لئلا يقتدي به الناس فدعاه هشام ، فأبى فقال : لا أبايع لاثنين قال : فضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبانا من شعر وأوقفه للناس ، قال رجاء : حدثني الأيليون الذين كانوا في الشرط بالمدينة قالوا : علمنا أنه لا يلبس تبانا طائعا ، فقلنا له : يا أبا محمد إنه القتل ، فاستر عورتك قال : فلبسه قال : فلما ضرب فتبين له أنا خدعناه فقال : يا معجلة أهل أيلة لولا ظننت أنه القتل ما لبسته " .

التالي السابق


الخدمات العلمية