الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
2062 - حدثنا عبد الله ، حدثني أحمد بن إبراهيم ، حدثني مثنى بن معاذ أبو الحسن ، حدثنا بشر بن المفضل ، حدثنا سلمة بن علقمة ، عن محمد بن عمرو بن عتبة بن فرقد ، أنه [ ص: 287 ] أراده أبواه على أن يزوجاه ، فأبى فاستعانا عليه بعثمان بن عفان رضي الله عنه ، فقال له عثمان : " ما لك لا تتزوج فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم وتزوج أبو بكر وتزوج عمر وتزوجت أنا ، فقال : ومن لي بمثل أعمالكم ؟ فقال عثمان : سبحان الله سبحان الله وأعرض بوجهه وستره بيده صنع الرجل الذي إذا رأى شيئا كرهه - وصف صنع عثمان رضي الله عنه - فلما أكثروا عليه قال : فإني أتزوج فخطب عليه ابنة جرير فقال : إني لا أتزوج امرأة حتى أكلمها قالوا : نعم ، قال أبو الحسن : يعني مثنى ، فحدثني فهد بن عوف ، عن بشر بن المفضل ، عن سلمة بن علقمة ، عن محمد في هذا الحديث قال : فجاؤوا بابنة جرير فقال لها : إنه لا حاجة لي في النساء وإن أبواي قد أبيا علي إلا أن يزوجاني ولك عندهم من الطعام والكسوة ما تريدين قالت : قد رضيت قال : فلما أتوه بها قام يصلي من الليل وقامت تصلي خلفه حتى أصبحا وأصبح صائما وأصبحت صائمة قال : قال عمرو : فإن كنت لأفتر فيمنعني مكانها ، فقال له أبواه : إنا إنما زوجناك نريد ولدك ولا نرى هذه تلد فطلقها فطلقها ثم خطب عليه امرأة أخرى فقال : لا أتزوج امرأة حتى أكلمها فأتياه بها فقال لها مثل ما قال لابنة جرير ثم فترت فكان يوما مضطجعا يرى أنه نائم فقالت لها امرأة من أهلها : يا فلانة ، ما لك لا تلدين ؟ أعجزت ؟ قالت : أو تلد المرأة من غير بعل ؟ فلما سمع بذلك طلقها وتركه أبواه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية