51 - باب خطبة النبي .
492 - حدثنا عن يونس بن بكير ، قال : حدثني محمد بن إسحاق المغيرة بن عثمان ، عن محمد بن عثمان بن الأخنس بن شربق ، عن قال : أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بالمدينة أنه قام فيهم ، فحمد الله ، وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : " أما بعد ؛ أيها الناس تقدموا لأنفسكم تعلمن ، والله ليصعقن أحدكم ، ثم ليدعن غنمه وليس لها راع ، ثم ليقولن له ربه ليس له ترجمان ولا يحجبه دونه : ألم يأتك رسول فبلغك ؟ وآتيتك مالا وأفضلت عليك ؟ فما قدمت لنفسك ؟ فلينظرن يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ، ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم ، فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشقة من تمرة فليفعل ، ومن لم يجد فبكلمة طيبة ؛ فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، والسلام على رسول الله وبركاته " ثم خطب مرة أخرى : " إن الحمد لله أحمده وأستعينه ، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . إن أحسن الحديث كتاب الله قد أفلح من زينه الله في قلبه وأدخله في الإسلام بعد الكفر واختاره على ما سواه من أحاديث الناس ، إنه أحسن الحديث وأبلغه فقد سماه خيرته من الأعمال والصالح من الحديث ، وكل ما أوتي الناس من الحلال والحرام ، فاعبدوا الله ، ولا تشركوا به شيئا ، واتقوه حق تقاته ، واصدقوا لله ما تقولون بأفواهكم ، وتحابوا بروح الله بينكم ، إن الله يغضب أن ينكث عهده ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " . كان أول خطبة خطبها النبي صلى الله عليه وسلم
[ ص: 280 ]