الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
657 - حدثنا المحاربي ، عن مطرح بن يزيد ، عن عبيد الله بن زحر ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : بينما عمر جالس في أصحابه إذ أتى بقميص له كرابيس فلبسه فما جاوز بتراقيه حتى قال : الحمد لله الذي كساني ما أواري [ ص: 351 ] به عورتي وأتجمل به في حياتي ، ثم أقبل على القوم ، فقال : هل تدرون لم قلت هؤلاء الكلمات ؟ قالوا : لا إلا أن تخبرنا قال : فإني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أتي بثياب له جدد فلبسها ، ثم قال كما ذكرت لكم ، ثم قال : " والذي بعثني بالحق ما من عبد مسلم كساه الله ثيابا جددا فعمد إلى سمل من أخلاق ثيابه ، فكساها عبدا مسلما لا يكسوه إلا كان في حرز الله وفي جوار الله وفي ضمان الله ما كان عليه منها سلك حيا وميتا حيا وميتا " . قال : ثم مد عمر كم قميصه فأبصر فيه فضلا عن أصابعه ، فقال لعبد الله بن عمر : أي بني ، هات الشفرة أو المدية ، فقام فجاء بها فمد كم قميصه على يده ، فنظر ما فضل عن أصابعه فقده . ، فقال أبو أمامة : قلنا يا أمير المؤمنين ، ألا نأتي بخياط يكف هدبه ؟ قال : لا . قال أبو أمامة : فلقد رأيت عمر بعد ذلك وإن هدب القميص لمنتشر على أصابعه ما يكفه .

التالي السابق


الخدمات العلمية