الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
338 - حدثنا عبدة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده إن الميت إذا وضع في قبره إنه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه ، فإذا كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه ، والزكاة عن يمينه ، والصوم عن شماله ، وفعل الخيرات ، والمعروف والإحسان إلى الناس من قبل رجليه ، فيؤتى من قبل رأسه ، فتقول الصلاة : ليس قبلي مدخل ، فيؤتى عن يمينه ، فتقول الزكاة : ليس قبلي مدخل ، ويؤتى من قبل شماله فيقول الصوم : ليس قبلي مدخل ، ثم يؤتى من قبل رجليه ، فيقول فعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس ليس قبلي مدخل ، فيقال له : اجلس ، فيجلس وقد مثلت له الشمس قد قربت للغروب ، فيقال له : أخبرنا عما نسألك ، فيقول : دعني حتى أصلي ، فيقال : إنك ستفعل ، فأخبرنا عما نسألك ، فيقول : عم تسألوني ؟ فيقال له : ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقول : أشهد أنه رسول الله جاءنا بالبينات من عند ربنا فصدقنا واتبعنا ، فيقال له : صدقت ، على هذا جئت ، وعليه مت ، وعليه تبعث إن شاء الله تعالى . ويفسح له في قبره مد بصره ، فذلك قول الله تعالىيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويقال : افتحوا له بابا إلى النار ، فيفتح له باب إلى النار ، فيقال : هذا كان منزلك لو عصيت الله ، فيزداد غبطة وسرورا ، ويقال : افتحوا له بابا إلى الجنة فيفتح له فيقال : هذا منزلك [ ص: 205 ] وما أعد الله لك فيزداد غبطة وسرورا ، فيعاد الجسد إلى ما بدا منه من التراب وتجعل روحه في النسيم الطيب وهو طير خضر تعلق في شجر الجنة . وأما الكافر فيؤتى في قبره من قبل رأسه فلا يوجد شيء فيؤتى من قبل رجليه فلا يوجد شيء فيجلس خائفا مرعوبا ، فيقال له : ما تقول في هذا الرجل الذي كان .

التالي السابق


الخدمات العلمية