الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
763 - حدثنا قبيصة ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن المقداد بن الأسود ، قال : قدمت المدينة أنا وصاحب لي ، فتعرضنا للناس فلم يضيفنا أحد ، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا ذلك له ، فذهب (بنا) إلى رحله وعنده أربعة أعنز ، فقال : " احلبهن يا مقداد! واسق كل إنسان منا جزاء " . فكنت أسقي كل إنسان وأرفع له جزاء ، فاحتبس عني ذات ليلة ، فقالت نفسي ما أراه إلا قد دخل الآن على بعض الأنصار ، فأكل عندهم وشرب ، فما زالت نفسي حتى قمت فشربت ، فلما تقار في بطني ، أخذني ما قرب وما حدث ، فقلت : يجيء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جائعا ظمآن ، فلا يجد شيئا ، فتسجيت ثوبي على وجهي ، فجاء فسلم تسليمة أسمع اليقظان ، ولم يوقظ النائم ، ثم ذهب إلى الإناء وكشف عنه (فلم يجد) شيئا ، فرفع رأسه إلى السماء ، فقال : " اللهم أطعم من أطعمني ، واسق من أسقاني " . فقمت إلى الشفرة فأخذتها ، ثم مشيت إلى الغنم أجسهن أنظر أيتهن أسمن [ ص: 393 ] فأذبحها ، فوقعت يدي على ضرع إحداهن فإذا هي حافل ، فأدنيت الإناء فاحتلبت ، ثم قلت : هاك فاشرب يا رسول الله! فقال : " يا مقداد! ما هذا ؟ " قلت : اشرب ، ، ثم أخبرك ، فقال : " بعض سوآتك ؟ " ، ثم شرب .

التالي السابق


الخدمات العلمية