715  - أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى بن مندة ،  ثنا  أبو مسعود أحمد بن الفرات ،  أنبأ  عبد الصمد بن عبد الوارث ،  ثنا  هشام الدستوائي ،  عن  قتادة ،  عن  أنس بن مالك ،  عن مالك بن صعصعة ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني آت ، أو قال أتاني ثلاثة ، وأنا عند الكعبة  بين النائم واليقظان ، فقال الأوسط : من الثلاثة بين الرجلين ، فأتاني وشق بطني من هذه من هذه " . قال  قتادة :  فقلت لرجل إلى جنبي : ما يعني : من هذه إلى هذه ؟ ، قال : يعني : من ثغره إلى نحره إلى أسفل بطنه " ، قال : " فاستخرج قلبي " ، قال : " وأتيت بطست من ذهب فغسل فيها بماء زمزم  فملئ إيمانا وحكمة ، ثم غسل بماء زمزم  فأعيد ، ثم  [ ص: 723 ] أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل أبيض يقال له : البراق ، يضع خطوه عند أقصى طرفه ، فحملت عليه ثم صعد جبريل  إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل ،  فقيل : : من ذا ؟ ، قال : جبريل ،  قال : من معك ؟ ، قال : محمد  عليه السلام ، قيل : : قد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قال : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، ففتح لنا ، فلما خلصت إليها إذا فيها آدم ، قلت : من هذا يا جبريل ؟ ،  قال : هذا أبوك آدم ،  فسلمت عليه فرد علي ، فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، ثم صعد جبريل  حتى أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل  فقيل : من ذا ؟ ، قال : جبريل ،  قيل : من معك ؟ ، قال محمد ،  قيل : قد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . قال : ففتح لنا ، فلما خلصت إليها إذا فيها أبناء الخالة عيسى ،  ويحيى  عليهما السلام ، قلت : يا جبريل  من هذان ؟ ، قال : هذان أبناء الخالة يحيى ،  وعيسى ،  فسلمت عليهما ، فقالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، وردا السلام ، ثم صعد حتى أتينا السماء الثالثة فاستفتح جبريل ،  فقيل : من ذا ؟ ، قال جبريل ،  قال : ومن معك ؟ ، قال : محمد ،  قال : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قال : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، قال : ففتح لنا ، فلما خلصت إليها إذا فيها يوسف ،  قلت لجبريل :  من هذا ؟ ، قال أخوك يوسف  فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم صعد حتى أتينا السماء الرابعة فاستفتح جبريل ،  فقال : من ذا ؟ ، قال : جبريل ،  قيل : من معك ؟ ، قال محمد ،  قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قال : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، ففتح لنا ، فلما خلصت إليها إذا فيها إدريس ،  قال الله عز وجل : ( ورفعناه مكانا عليا   ) ، قلت لجبريل :  من هذا ؟ ، قال : أخوك إدريس  فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد السلام ، وقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم صعد حتى أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل ،  فقيل : من ذا ؟ ، قال : جبريل ،  قال : ومن معك ؟ ، قال : محمد ،  قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فلما خلصت إليها فإذا فيها هارون ،  قلت  [ ص: 724 ]  : يا جبريل ،  من هذا ؟ ، قال : هذا هارون  أخوك فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد السلام ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم صعدنا حتى أتينا السماء السادسة فاستفتح جبريل ،  فقيل : من ذا ؟ ، قال : جبريل  قيل : من معك ؟ ، قال محمد ،  قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت إليها إذا فيهاموسى  عليه السلام ، قلت : يا جبريل ،  من هذا ؟ ، قال : هذا موسى  فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد السلام ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، فلما جاوزته بكى ، فقيل : ما يبكيك ؟ ، قال : أبكي أن غلاما بعث من بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر من أمتي ، ثم صعدنا حتى أتينا السماء السابعة فاستفتح جبريل ،  فقيل : من ذا ؟ ، فقال : جبريل ،  قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ،  قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قال : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، ففتح لنا ، فلما خلصت إليها إذا فيها إبراهيم  عليه السلام ، فقلت : يا جبريل ،  من هذا ؟ ، قال : هذا أبوك إبراهيم  عليه السلام فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد عليه السلام ، فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح . ثم رفعت إلى البيت المعمور فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لا يعودون إليه آخر ما عليهم ، ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا في أصلها يخرج منه نهران ظاهران ونهران باطنان ، قلت : يا جبريل  ما  [ ص: 725 ] هذان النهران ؟ ، قال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات ، وأتيت بإناء من لبن وإناء من خمر ، قال : فشربت اللبن ، فقيل لي : هذه الفطرة أنت عليها وأمتك ، ثم فرضت علي الصلاة خمسون صلاة في كل يوم وليلة ، فأتيت على موسى ،  فقال : بم أمرت ؟ ، قلت : بخمسين صلاة كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع ذاك ، قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فرجعت إلى ربي فوضع عني عشرا ، فلم يزل يتردد بين ربه وبين موسى  عليه السلام حتى بلغت خمسا ، فقال له موسى :  ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم ، قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فقلت : لا ، بل أرضى وأسلم ، فانصببت وناداني مناد من فوقي : أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي ، الحسنة بعشر أمثالها   " . ا هـ . 
أنبأ عمرو بن محمد بن منصور ،  ومحمد بن يونس ،  ثنا  الحسين بن محمد بن زياد القباني   (ح) ، وأنبأ  محمد بن إبراهيم بن الفضل ،   ومحمد بن يعقوب  قالا : ثنا  أحمد بن سلمة ،  قال : ثنا  إسحاق بن إبراهيم :  أنبأ  معاذ بن هشام ،  حدثني أبي ، عن  قتادة ،  ثنا  أنس بن مالك ،  عن  مالك ،  عن ابن صعصعة   (ح) ، وأنبأ  أحمد بن إسحاق ،  ثنا  يوسف بن يعقوب ،  ثنا  يزيد بن زريع ،  ثنا سعيد ،  وهشام بن أبي عبد الله ،  ثنا  قتادة ،  عن  أنس ،  عن مالك بن صعصعة  نحوه . ا هـ .  [ ص: 726 ] 
				
						
						
