الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
714 - أخبرنا أحمد بن عمرو أبو الطاهر ، بمصر ، ثنا أبو موسى يونس بن عبد الأعلى ، أنبأ عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب الزهري ، عن أنس بن مالك ، قال : كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فرج سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل ، ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء ، فلما جئنا السماء الدنيا ، قال جبريل لخازن سماء الدنيا : افتح ، قال : من هذا ؟ ، قال : هذا جبريل ، قال هل معك أحد ؟ ، قال : نعم ، معي محمد ، قال : أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قال : ففتح ، فلما علونا السماء الدنيا إذا رجل عن يمينه أسودة ، وعن يساره أسودة ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ، قال : فقال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح ، قال : قلت : يا جبريل من هذا ؟ ، قال : هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه ، وعن شماله نسم بنيه ، فأهل اليمين منهم أهل الجنة ، والأسودة عن شماله أهل النار ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ، قال : ثم عرج بي جبريل عليه السلام حتى أتى السماء الثانية ، فقال لخازنها : افتح ، فقال له خازنها مثل ما قال له خازن السماء الدنيا ، ففتح " ، قال أنس بن مالك : فذكر أنه وجد في السماوات آدم ، وإدريس ، وعيسى ، وموسى ، وإبراهيم عليهم السلام ، لم يثبت كيف منازلهم غير أنه قد ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا ، وإبراهيم في السماء السادسة " ، قال : " فلما مر جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بإدريس ، قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قال ثم مر ، فقلت : من هذا ؟ ، قال : هذا إدريس ، قال : ثم مررت بموسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، فقلت : من هذا ؟ ، فقال : هذا موسى ، قال : ثم مررت بعيسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، فقلت : من هذا ؟ ، قال : هذا عيسى ، ثم [ ص: 721 ] مررت بإبراهيم ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح ، قلت : من هذا ؟ ، قال : هذا إبراهيم عليه السلام " قال ابن شهاب : وأخبرني ابن حزم ، أن ابن عباس ، وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثم عرج بي حيث ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام " ، قال ابن حزم ، وأنس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ففرض الله على أمتي خمسين صلاة ، قال : فرجعت بذلك حتى أتى موسى ، فقال موسى : ماذا فرض ربك على أمتك ؟ ، قلت : فرض عليهم خمسين صلاة ، قال موسى : فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ، قال : فراجعت ربي فوضع شطرها ، قال : فرجعت إلى موسى وأخبرته ، قال : فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك . قال : فراجعت ربي ، فقال : هي خمس وهي خمسون ، لا يبدل القول لدي ، قال : فرجعت إلى موسى ، فقال : راجع ربك ، فقلت : قد استحييت من ربي ، قال : ثم انطلق بي حتى أتى بي سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي ، قال : ثم أدخلت [ ص: 722 ] الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك " . ا هـ .

وأنبأ حسان ، ثنا حسن ، ثنا حرملة ، ثنا ابن وهب نحوه . ا هـ . رواه الليث ، وابن المبارك ، وعنبسة ، عن يونس . ا ه . ورواه عقيل ، عن الزهري . ا ه .

أنبأ أبو طالب عمر بن الربيع بن سليمان ، وعبد الله بن جعفر قالا : ثنا يحيى بن أيوب ، ثنا يحيى بن بكير ، ثنا الليث بن سعد ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، عن الزهري ، عن أنس قال : كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فرج سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم " . وذكر الحديث ا ه .

التالي السابق


الخدمات العلمية