879  - أخبرنا محمد بن عبد الله بن العباس ،  ثنا أحمد بن يونس بن المسيب ،   (ح) وأنبأ محمد بن يعقوب أبو عبد الله ،  ثنا إبراهيم بن عبد الله بن سليمان أبو إسحاق السعدي ،  قال : ثنا  محمد بن عبيد الطنافسي ،  ثنا أبو حيان التيمي ،   (ح) وأنبأ أبو علي الحسين بن علي ،  ثنا  الحسن بن عامر ،  ثنا  عبد الله بن محمد العبسي ،  ثنا  محمد بن بشر العبدي ،  ثنا أبو حيان التيمي ،  عن أبي زرعة بن عمرو ،  عن  أبي هريرة ،  قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بلحم فدفع إليه الذراع وكان يعجبه فنهس منها نهسة ، فقال : " أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون بم ذاك ؟ ، يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم  [ ص: 848 ] الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس ، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون ، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ؟ ، ألا ترون ما قد بلغكم ؟ ، ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم ؟ ، فيقول بعض الناس لبعض : ائتوا آدم ،  فيأتون آدم ، فيقولون : يا آدم  أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ، ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ ، فيقول آدم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى نوح ، فيأتون نوحا  عليه السلام ، فيقولون : يا نوح  أنت أول الرسل إلى الأرض ، وسماك الله عبدا شكورا ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ، ألا ترى إلى ما بلغنا ؟ ، فيقول لهم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى إبراهيم .  فيأتون إبراهيم  عليه السلام فيقولون : أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ، ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ ، فيقول لهم إبراهيم :  إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، وذكر كذباته ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى ،  فيأتون موسى  عليه السلام ، فيقولون : يا موسى ،  أنت رسول الله ، فضلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ، ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ ، فيقول لهم موسى :  إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى عيسى ،  فيأتون عيسى  عليه السلام ، فيقولون : يا عيسى ،  أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمت الناس في المهد وكلمة منه ألقاها إلى مريم ،  وروح منه ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ ، فيقول لهم عيسى :  إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب  [ ص: 849 ] قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، ولم يذكر له ذنبا ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى محمد  صلى الله عليه وسلم ، فيأتون محمدا  عليه السلام فيقولون : يا محمد  أنت رسول الله وخاتم النبيين ، وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ ، فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ، ثم يفتح الله لي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي ، ثم قال : يا محمد  ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، يا رب أمتي أمتي ، فيقال : يا محمد  أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، والذي نفس محمد  بيده ، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة ،  وهجر ،  وكما بين مكة ،  وبصرى    " . رواه جرير ،   ويحيى بن سعيد ،   وعبد الله بن المبارك .  ا ه 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					