ذكر البيان بأن من ذكرناهم كانوا خلفاء 
ومن بعدهم كانوا ملوكا 
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى  بالموصل  ، ثنا  علي بن الجعد الجوهري ،  ثنا  حماد بن سلمة ،  عن  سعيد بن جمهان ،  عن  سفينة  قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم يكون ملكا  ، قال :  [ ص: 305 ] أمسك خلافة أبي بكر  سنتين ، وعمر  عشرا ، وعثمان  اثنتي عشرة ، وعلي  ستا . قال  علي بن الجعد   : فقلت  لحماد بن سلمة :   سفينة  القائل : أمسك ؟ قال : نعم . 
قال  أبو حاتم   : ولى أهل الكوفة  بعد  علي بن أبي طالب  الحسن بن علي ،  ولما اتصل الخبر بمعاوية  ولى أهل الشام   معاوية بن أبي سفيان ،  واسم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ،  وأم معاوية هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ،  فكان معاوية  نافذ الأمور بالشام  والأردن  وفلسطين  ومصر ،  وكان الحسن بن علي  يمشي الأمور بالعراق  ، إلى أن دخلت سنة إحدى وأربعين ، فاحتال معاوية  في الحسن بن علي  ، وتلطف له ، وخوفه هراقة دماء المسلمين وهتك حرمهم وذهاب أموالهم إن لم يسلم الأمر لمعاوية  ، فاختار الحسن  ما عند الله على ما في الدنيا ، وسلم الأمر إلى معاوية  يوم الاثنين لخمس ليال بقين من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ، واستوى الأمر لمعاوية  حينئذ ، وسميت هذه السنة سنة الجماعة  ، وبقي معاوية  في إمارته تلك إلى أن مات يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة ستين ، وقد قيل : إن معاوية  مات  [ ص: 306 ] للنصف من رجب من هذه السنة ، وكان له يوم توفي ثمان وسبعون سنة ، وصلى عليه ابن قيس الفهري ،  وقد قيل : إن يزيد بن معاوية  هو الذي صلى عليه ، وكانت مدة معاوية  تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر واثنتين وعشرين ليلة ، وكان معاوية  يخضب بالحناء والكتم ، وكان نقش خاتمه : "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" ،  وقبره بدمشق  خارج باب الصغير في المقبرة ، محوط عليه ، قد زرته مرارا عند قصري رمادة  أبي الدرداء   . 
				
						
						
