الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4914 ) فصل : وقد وجدنا في عصرنا شيئا شبيها بهذا ، لم يذكره الفرضيون ، ولم يسمعوا به ، فإنا وجدنا شخصين ليس لهما في قبلهما مخرج ، لا ذكر ، ولا فرج ، أما أحدهما فذكروا أنه ليس في قبله إلا لحمة ناتئة كالربوة ، يرشح البول منها رشحا على الدوام ، وأرسل إلينا يسألنا عن حكمه في الصلاة ، والتحرز من النجاسة في هذه السنة ، وهي ستة عشر وستمائة . والثاني ، شخص ليس له إلا مخرج واحد فيما بين المخرجين ، منه يتغوط ، ومنه يبول .

                                                                                                                                            وسألت من أخبرني عنه عن زيه ، فأخبرني أنه إنما يلبس لباس النساء ، ويخالطهن ، ويغزل معهن ، ويعد نفسه امرأة . وحدثت أن في بعض بلاد العجم شخصا ليس له مخرج أصلا ، لا قبل ، ولا دبر ، وإنما يتقايأ ما يأكله وما يشربه ، فهذا وما أشبهه في معنى الخنثى ، إلا أنه لا يمكن اعتباره بمباله ، فإن لم يكن له علامة أخرى فهو مشكل ، ينبغي أن يثبت له حكم الخنثى المشكل في ميراثه وأحكامه كلها . والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية