الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6140 ) فصل : وإذا فاء ، لزمته الكفارة ، في قول أكثر أهل العلم . روي ذلك عن زيد ، وابن عباس . وبه قال ابن سيرين ، والنخعي ، والثوري ، وقتادة ، ومالك ، وأهل المدينة ، وأبو عبيد ، وأصحاب الرأي ، وابن المنذر . وهو ظاهر مذهب الشافعي . وله قول آخر : لا كفارة عليه . وهو قول الحسن . وقال النخعي : كانوا يقولون ذلك ; لأن الله تعالى قال { فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم } . قال قتادة : هذا خالف الناس . يعني قول الحسن .

                                                                                                                                            ولنا قول الله تعالى { : ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين . } الآية إلى قوله : { ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم } . وقال سبحانه { : قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم { إذا حلفت على يمين ، فرأيت غيرها خيرا منها ، فأت الذي هو خير ، وكفر عن يمينك } . متفق عليه . ولأنه حالف حانث في يمينه ، فلزمته الكفارة كما لو حلف على ترك فريضة ثم فعلها ، والمغفرة لا تنافي الكفارة ، فإن الله تعالى قد غفر لرسوله صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وقد كان يقول { : إني والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها ، إلا أتيت الذي هو خير ، وتحللتها } . متفق عليه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية