الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ويقع مع النية بالكناية الظاهرة ثلاث وإن نوى واحدة ) روي ذلك عن علي وابن عمر وزيد بن ثابت وابن عباس وأبي هريرة في وقائع مختلفة ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة ولأنه لفظ يقتضي البينونة بالطلاق فوقع ثلاثا كما لو طلق ثلاثا وإفضاؤه إلى البينونة ظاهر وظاهره لا فرق بين المدخول بها وغيرها لأن الصحابة لم يفرقوا ( وكان ) الإمام ( أحمد يكره الفتيا في الكنايات الظاهرة مع ميله أنها ثلاث وعنه يقع ) بالكناية الظاهرة ( ما نواه اختاره جماعة ) منهم أبو الخطاب لما روى { ركانة أنه طلق امرأته فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال والله ما أردت إلا واحدة ؟ [ ص: 252 ] فقال ركانة والله ما أردت إلا واحدة فردها إليه النبي صلى الله عليه وسلم فطلقها الثانية في زمن عمر والثالثة في زمن عثمان . وفي لفظ قال هو على ما أردت } رواه أبو داود وصححه ابن ماجه والترمذي .

                                                                                                                      وقال سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فقال : فيه اضطراب ، ولأنه صلى الله عليه وسلم { قال لابنة الجون الحقي بأهلك } وهو لا يطلق ثلاثا ( فعليها ) أي على رواية أنه يقع ما نواه ( إن لم ينو ) مع الإتيان بالكناية الظاهرة بنية الطلاق ( عددا فواحدة ) كما لو قال لها أنت طالق ( ويقبل ) منه ( حكما ) بيان ما نواه بالكناية الظاهرة أو أنه لم ينو شيئا بناه على الرواية الثانية لأنه أدرى بنيته ويقع عليه واحدة ( ويقع ثلاث في أنت طالق بائن أو ) أنت ( طالق ألبتة أو ) أنت ( طالق بلا رجعة ) لما تقدم في الكناية الظاهرة قال في الشرح ولا يحتاج إلى نية لأنه وصف بها الطلاق الصريح .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية