الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان التقدير: ولكنه لما كان ذكارا لله في حال الرخاء؛ ذكرناه في حال الشدة؛ فأنجيناه من بطنه؛ وأخرجناه منه سالما ؛ وكان ذلك أمرا باهرا للعقل؛ أبرزه في مظهر العظمة؛ فقال: فنبذناه ؛ أي: ألقيناه من بطن الحوت؛ إلقاء لم يكن لأحد غيره؛ وكان ذلك علينا يسيرا؛ بالعراء ؛ أي: المكان القفر؛ الواسع؛ الخالي عن ساتر من نبت؛ أو غيره؛ وذلك بساحل الموصل؛ وقال أبو حيان : قذفه في نصيبين؛ من ناحية الموصل؛ وهو سقيم ؛ أي: عليل جدا مما ناله من جوف الحوت؛ بحيث إنه كان كالطفل ساعة يولد؛ وهو إذ ذاك محمود غير مذموم؛ بنعمة الله التي تداركته؛ فكان مجتبى؛ ومن الصالحين؛

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية