الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فهم ؛ أي: البعداء؛ البغضاء؛ على آثارهم ؛ أي: التي لا تكاد تبين لأحد؛ لخفاء مذاهبها؛ لوهيها؛ وشدة ضعفها؛ وانطماس معالمها؛ لا على غيرها؛ يهرعون ؛ أي: كأنهم يلجئهم ملجئ إلى الإسراع؛ فهم في غاية المبادرة إلى ذلك؛ من غير توقف على دليل؛ ولا استضاءة بحجة؛ [ ص: 243 ] بحيث يلحق صاحب هذا الإسراع؛ من شدة تكالبه عليه؛ شيء هو كالرعدة؛ وذلك ضد توقفهم؛ وجمودهم فيما أتاهم به رسولنا - صلى الله عليه وسلم - من شجرة الزقوم؛ وغيرها؛ مما هو في غاية الوضوح؛ والجلاء؛ فأمعنوا في التكذيب به؛ والاستهزاء؛ وأصروا بعد قيام الدلائل؛ فكانوا كالجبال ثباتا على ضلالهم؛ والحجارة الصلاب الثقال؛ رسوخا في لازب أوحالهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية