الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما تم إظهار ضلالهم؛ بكتهم في أسلوب آخر؛ معرضا عن خطابهم؛ تخويفا من إحلال عذابهم؛ فقال: وجعلوا ؛ أي: بعض العرب؛ منابذين لما مضى بيانه من الأدلة؛ بينه وبين الجنة ؛ أي: الجن؛ الذين هم شر الطوائف؛ وأنثهم؛ إشارة إلى تحقيرهم عن هذا الأمر الذي أهلوهم له؛ نسبا ؛ بأن قالوا: إنه - جلت سبحات وجهه؛ وعظم؛ تعالى جده - تزوج بنات سروات الجن؛ فأولد منهن الملائكة؛ ومن المعلوم أن أحدا لا يتزوج إلا من يجانسه؛ فأبعدوا غاية البعد؛ لأنه لا مجانس له؛ ولما كان النسيب يكرم؛ ولا يهان؛ قال - مؤنثا لضميرهم؛ زيادة في تحقيرهم -: ولقد علمت الجنة ؛ أي: مطلقا؛ السروات منهم؛ والأسافل؛ إنهم ؛ أي: الجن كلهم؛ لمحضرون ؛ أي: إليه؛ بالبعث؛ كرها؛ ليعاملوا بالعدل؛ مع بقية الخلائق؛ يوم فصل القضاء؛ والتجلي في مظاهر العز والعظمة؛ والكبرياء؛ فهم أقل من أن يدعى لهم ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية