الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ولا ) يرث ( قاتل ) من مقتوله ، وإن لم يضمن كأن قتله بحق لنحو قود أو دفع صائل سواء أكان بسبب أم شرط أم مباشرة ، وإن كان مكرها أو حاكما أو شاهدا أو مزكيا إذ لو ورث لاستعجل الورثة قتل مورثهم فيؤدي إلى خراب العالم فاقتضت المصلحة منع إرثه مطلقا نظرا لمظنة الاستعجال : أي باعتبار السبب فلا ينافي كونه مات بأجله كما هو مذهب أهل السنة . نعم يرث المفتي ولو في معين وراوي خبر موضوع به فيما يظهر ; لأن قتله لا ينسب إليهما بوجه إذ قد لا يعمل به بخلاف الحاكم ونحوه مما مر ( وقيل إن لم يضمن ورث ) ; لأنه قتل بحق ، ويرده أن المعنى إذا لم ينضبط أنيط الحكم [ ص: 29 ] بوصف أعم منه مشتمل عليه منضبط غالبا كالمشقة في السفر وهو قصد الاستعجال هنا . وبه يندفع ما قيل : كاد الشافعي أن يكون ظاهريا محضا في هذه المسألة . قال المصنف : ويضمن بضم الياء ليدخل فيه القاتل خطأ فإن العاقلة تضمنه ، ورد بأنه مبني على ضعيف أن الدية تلزمهم ابتداء ، وقد يرث المقتول قاتله كأن يجرحه ثم يموت هو قبله .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : ولا يرث قاتل ) وليس من ذلك ما لو قتله بالحال أو بعينه فيرث منه فيما يظهر ( قوله : وراوي خبر موضوع ) [ ص: 29 ] أي أو صحيح أو حسن بالأولى ( قوله : وهو قصد الاستعجال ) أي الوصف الأعم ( قوله : أن يكون ظاهريا ) أي آخذا بظاهر الحديث ( قوله : ورد بأنه ) أي فيجوز فيه الضم والفتح ( قوله : ثم يموت ) أي الجارح وقوله : قبله : أي المجروح .




                                                                                                                            الخدمات العلمية