الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ولو ) ( قال إن ظاهرت من فلانة ) ولم يقيد بشيء فأنت علي كظهر أمي ( وفلانة ) أي والحال أنها ( أجنبية فخاطبها بظهار ) ( لم يصر مظاهرا من زوجته ) لعدم صحته من الأجنبية ( إلا أن يريد اللفظ ) أي التعليق على مجرد تلفظه بذلك فيصير مظاهرا من زوجته لوجود المعلق عليه ( فلو نكحها ) أي الأجنبية ( وظاهر منها ) بعد نكاحه لها ولم يحتج لهذا لأن ما قبله دال عليه ( صار مظاهرا ) من تلك لوجود الصفة حينئذ ( ولو قال ) إن ظاهرت ( من فلانة الأجنبية فكذلك ) يكون مظاهرا من تلك إن نكح هذه ثم ظاهر منها وإلا فلا ما لم يرد اللفظ ، وذكر الأجنبية للتعريف لا للشرط إذ وصف المعرفة لا يفيد تخصيصا بل توضيحا أو نحوه ( وقيل ) بل ذكرها للشرط والتخصيص فحينئذ ( لا يصير مظاهرا ) من تلك ( وإن نكحها ) أي الأجنبية ( وظاهر منها ) لخروجها عن كونها أجنبية ، ويوافقه عدم الحنث في نحو لا أكلم ذا الصبي وكلمه شيخا ، لكن فرق الأول بأن حمله هنا على الشرط يصيره تعليقا بمحال ، ويبعد حمل اللفظ عليه مع احتماله لغيره بخلافه في اليمين .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله فخاطبها ) أي الأجنبية ( قوله : ولم يحتج لهذا ) أي لقوله بعد نكاحه ( قوله : لأن ما قبله ) أي من قوله فخاطبها بظهار ( قوله : بل توضيحا أو نحوه ) أي كبيان الماهية




                                                                                                                            الخدمات العلمية