الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ولو ) ( عثر ) ماش ( بقاعد أو نائم أو واقف بطريق ) لغير غرض فاسد ( وماتا أو أحدهما ) ( فلا ضمان ) يعني على عاقلة المعثور به وعلى عاقلة العاثر ضمان المعثور به لتقصيره سواء البصير والأعمى ( إن اتسع الطريق ) بأن لم تتضرر المارة بنحو النوم فيه أو كان بموات ; لأنه غير متعد والعاثر كان متمكنا من الاحتراز فهو القاتل لنفسه ( وإلا ) بأن ضاق الطريق أو اتسع ووقف مثلا لغرض فاسد كما بحثه الأذرعي ( فالمذهب إهدار قاعد ونائم ) ; لأن الطريق للطروق فهما المقصران بالنوم والقعود والمهلكان لنفسيهما ( لا عاثر بهما ) بل عليهما أو على عاقلتها بدله ( وضمان واقف ) لاحتياج المار للوقوف كثيرا فهو من مرافق الطريق ( لا عاثر به ) إذ لا حركة منه فالهلاك حصل بحركة الماشي ، ومحل إهدار القاعد ونحوه كما قاله الأذرعي إذا كان في متن الطريق ونحوه ، أما لو كان بمنعطف ونحوه بحيث لا ينسب إلى تعد ، ولا تقصير فلا ، ولو وجد من الواقف فعل بأن انحرف للماشي لما قرب منه فأصابه في انحرافه وماتا فكماشيين اصطدما وسيأتي ، ولو عثر بجالس بمسجد لما لا ينزه عنه ضمنه العاثر وهدر ، كما لو جلس بملكه فعثر به من دخله بغير إذنه ونائم به معتكفا كجالس وجالس لما ينزه عنه ونائم معتكف كقائم بطريق فيفصل فيه بين واسع وضيق .

                                                                                                                            والطريق الثاني ضمان كل منهم .

                                                                                                                            والثالث ضمان العاثر ، وإهدار المعثور به .

                                                                                                                            والرابع عكسه .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : وماتا ) أي العاثر والمعثور به ( قوله : فالمذهب إهدار قاعد ونائم ) أي وواقف لغرض فاسد وكان الأولى ذكره

                                                                                                                            ( قوله : في متن الطريق ) أي وسط الطريق

                                                                                                                            ( قوله : بحيث لا ينسب إلى تعد ولا تقصير فلا ) أي ويهدر الماشي ( قوله : لما لا ينزه عنه ) أي يصان عنه كاعتكاف ونحوه

                                                                                                                            ( قوله : وهدر ) أي العاثر سواء أكان أعمى أو بصيرا

                                                                                                                            ( قوله : من دخله ) أي دخل ملكه ، وقوله معتكفا ينبغي أن يصدق في الاعتكاف ; لأنه لا يعلم إلا منه ويقوم وارثه مقامه .



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قوله : بل عليهما ) أي فيما إذا كان العاثر نحو عبد أو بهيمة .




                                                                                                                            الخدمات العلمية