الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6439 22 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث، حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب وأبي سلمة، أن أبا هريرة قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من الناس وهو في المسجد فناداه: يا رسول الله، إني زنيت (يريد نفسه)، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله، فقال: يا رسول الله، إني زنيت، فأعرض عنه، فجاء لشق وجه النبي صلى الله عليه وسلم الذي أعرض عنه، فلما شهد على نفسه أربع شهادات، دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبك جنون ؟ قال: لا يا رسول الله، فقال: أحصنت ؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: اذهبوا به فارجموه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "فقال: أحصنت ؟" ورجاله قد ذكروا غير مرة، وابن المسيب هو سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، والحديث مر عن قريب في باب: لا يرجم المجنون والمجنونة .

                                                                                                                                                                                  قوله: "رجل من الناس" يعني ليس من أكابر الناس، ولا من المشهورين فيهم .

                                                                                                                                                                                  قوله: "يريد نفسه" فائدة هذا الكلام بيان أنه لم يكن مستفتيا من جهة الغير مسندا إلى نفسه على سبيل الفرض كما هو عادة المستفتي للغير، هكذا قاله الكرماني وغيره، قلت: الظاهر أنه يريد به التأكيد بأنه هو الزاني .

                                                                                                                                                                                  قوله: "فتنحى" أي بعد الرجل للجانب الذي أعرض مقابلا له، و"قبله" بكسر القاف: أي مقابلا له ومعاينا له .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية