الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6497 30 - حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا قتادة قال: سمعت زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين أن رجلا عض يد رجل فنزع يده من فمه، فوقعت ثنيتاه، فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل، لا دية لك .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه يوضح ما فيها من الإبهام .

                                                                                                                                                                                  وزرارة ، بضم الزاي وتخفيف الراء الأولى: ابن أوفى ، بالفاء من الوفاء، أبو حاجب العامري ، قاضي البصرة .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الحدود عن أبي موسى ، وبندار ، وأخرجه الترمذي في الديات، عن علي بن خشرم ، وأخرجه النسائي في القصاص، عن ابن بشار ، وابن المثنى وغيرهما، وأخرجه ابن ماجه في الديات عن علي بن محمد .

                                                                                                                                                                                  قوله: "أن رجلا عض يد رجل " كلاهما هنا مبهمان، ووقع في رواية مسلم بهذا السند عن عمران قال: قاتل يعلى بن أمية رجلا فعض أحدهما صاحبه ، الحديث، ويستفاد منه تعيين أحد المبهمين، وأنه يعلى بن أمية ، ولكن لم يميز العاض من المعضوض، ووقع في صحيح مسلم في حديث عمران قال: قاتل يعلى بن منية ، أو ابن أمية رجلا، فعض أحدهما صاحبه، ووقع أيضا فيه، وفي البخاري : من حديث يعلى بن أمية قال: كان لي أجير، فقاتل إنسانا، فعض أحدهما يد الآخر ، قال: لقد أخبرني صفوان أيهما عض الآخر، فنسيته ، ولمسلم من رواية صفوان بن يعلى : أن أجيرا ليعلى بن أمية عض رل ذراعه فجذبها، انتهى، فتعين من هذا أن يعلى هو العاض، ولا ينافيه قوله في الصحيحين: كان لي أجير فقاتل إنسانا ، لأنه يجوز أن يكني عن نفسه، ولا يبين للسامعين أنه العاض، كما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: قبل النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم امرأة من نسائه، فقال لها الراوي: ومن هي إلا أنت، فضحكت ، وقال النووي في شرح مسلم : قال الحفاظ: الصحيح المعروف أن المعضوض هو أجير يعلى لا يعلى ، قال: ويحتمل أنهما قضيتان جرتا ليعلى وأجيره في وقت أو وقتين، وقال شيخنا زين الدين في شرح الترمذي : ليس في شيء من طرق مسلم أن يعلى هو المعضوض، بل ولا في شيء من الكتب الستة، والذي عند مسلم : أن أجير يعلى هو المعضوض، ويتعين أن يعلى هو العاض والله أعلم .

                                                                                                                                                                                  قوله: "فنزع يده من فمه" هكذا رواية الكشميهني "من فمه"، وفي رواية غيره: "من فيه" .

                                                                                                                                                                                  قوله: "فوقعت ثنيتاه" كذا في رواية الأكثرين: "ثنيتاه" بالتثنية، وفي رواية الكشميهني "ثناياه" بصيغة الجمع، ووقع في رواية هشام عن قتادة : "فسقطت ثنيته" بالإفراد، ووقع في رواية الإسماعيلي : "فندرت ثنيته"، والتوفيق بين هذه الروايات أن الاثنين يطلق عليهما صيغة الجمع، وأن رواية الإفراد على إرادة الجنس، كذا قيل، ولكن يعكر عليه رواية محمد بن علي : "فانتزع إحدى ثنيتيه"، فعلى هذا يحمل على التعدد .

                                                                                                                                                                                  قوله: "كما يعض الفحل" هو الذكر من الحيوان .

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا دية لك" هكذا رواية الكشميهني : "لا دية لك"، وفي رواية غيره: "لا دية له"، وفي رواية هشام : "فأبطله"، وقال: أردت أن تأكل لحمه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية