الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6502 وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة - وكان أمره على البصرة - في قتيل وجد عند بيت من بيوت السمانين: إن وجد أصحابه بينة، وإلا فلا تظلم الناس، فإن هذا لا يقضى فيه إلى يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  عدي بن أرطاة (غير منصرف)، الفزاري، من أهل دمشق .

                                                                                                                                                                                  قوله: "وكان أمره" أي جعله أميرا على البصرة في سنة تسع وتسعين، وقتله معاوية بن يزيد بن المهلب في آخر سنة اثنتين ومائة .

                                                                                                                                                                                  قوله: "في قتيل" أي في أمر قتيل .

                                                                                                                                                                                  قوله: " السمانين " جمع سمان، وهم الذين يبيعون السمن .

                                                                                                                                                                                  قوله: "إن وجد" إلخ بيان كتاب عمر بن عبد العزيز ، وهو: إن وجد أصحاب القتيل بينة فاحكم بها .

                                                                                                                                                                                  قوله: "وإلا" أي وإن لم يجد أصحاب القتيل بينة "فلا تظلم الناس" أي لا تحكم بشيء فيه، فإن هذه القضية من القضايا التي لا يحكم فيها إلى يوم القيامة، لأن فيها الشهادة على الغائب، وشهادة من لا يصلح لها، وروى ابن أبي شيبة : حدثنا عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري قال: دعاني عمر بن عبد العزيز فسألني عن القسامة، وقال: بدا لي أن أردها أن الأعرابي يشهد والرجل الغائب يجيء فيشهد، قلت: يا أمير المؤمنين ، إنك لن تستطيع ردها، قضى بها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، والخلفاء بعده ، وحدثنا ابن نمير ، حدثنا سعيد ، عن قتادة أن سليمان بن يسار حدث أن عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه قال: ما رأيت مثل القسامة قط أقيد بها، والله تعالى يقول: وأشهدوا ذوي عدل منكم وقالت الأسباط: وما شهدنا إلا بما علمنا قال سليمان: فقلت: القسامة حق، قضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية