الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6523 4 - حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر ؛ لأن منهم من قال: المراد بالإساءة في الإسلام الارتداد من الدين، فيدخل في قوله: " في إثم من أشرك بالله ".

                                                                                                                                                                                  وخلاد بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام: ابن يحيى بن صفوان ، أبو محمد السلمي الكوفي ، سكن مكة ، وسفيان: الثوري ، ومنصور هو ابن المعتمر ، والأعمش: سليمان ، وأبو وائل: شقيق بن سلمة .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الإيمان، عن عثمان ، عن جرير .

                                                                                                                                                                                  قوله: " أنؤاخذ " الهمزة فيه للاستفهام، ونؤاخذ على صيغة المجهول من المؤاخذة، يقال: فلان أخذ بذنبه، أي حبس، وجوزي عليه وعوقب به.

                                                                                                                                                                                  قوله: " من أحسن في الإسلام " الإحسان في الإسلام الاستمرار على دينه وترك المعاصي .

                                                                                                                                                                                  قوله: "ومن أساء " الإساءة في الإسلام الارتداد عن دينه .

                                                                                                                                                                                  قوله: "أخذ بالأول " أي بما عمل في الكفر.

                                                                                                                                                                                  قوله: "والآخر " أي بما عمل في الإسلام، وقال الخطابي : ظاهره خلاف ما أجمع عليه الأمة من أن الإسلام يجب ما قبله، وقال تعالى: قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف

                                                                                                                                                                                  وتأويله أن يعير بما كان منه في الكفر، ويبكت به كأنه يقال له: أليس قد فعلت كذا وكذا وأنت كافر؟ فهلا منعك إسلامك من معاودة مثله إذا أسلمت؟ ثم يعاقب على المعصية التي اكتسبها، أي في الإسلام، وقال الكرماني : يحتمل أن يكون معنى أساء في الإسلام ألا يكون صحيح الإسلام، أو لا يكون إيمانه خالصا، بأن يكون منافقا ونحوه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية