الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6609 29 - حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريتك في المنام مرتين إذا رجل يحملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشفها فإذا هي أنت، فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله (فأكشفها) ، وعبيد مصغر عبد، ابن إسماعيل الهباري القرشي الكوفي ، واسمه في الأصل عبد الله أبو محمد ، وأبو أسامة حماد بن أسامة الليثي ، وهشام هو ابن عروة يروي عن أبيه عروة بن الزبير ، عن أم المؤمنين عائشة .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في النكاح، وأخرجه مسلم في الفضائل عن أبي كريب .

                                                                                                                                                                                  قوله: (أريتك) بضم الهمزة وكسر الراء، والكاف خطاب لعائشة .

                                                                                                                                                                                  قوله: (مرتين) وقع عند مسلم مرتين، أو ثلاثا بالشك، قيل: يحتمل أن يكون الشك من هشام ، فاقتصر البخاري على مرتين لأنه محقق.

                                                                                                                                                                                  قوله: (إذا رجل يحملك) يأتي في الباب الذي يليه: فإذا ملك يحملك. والتوفيق بينهما أن الملك يتشكل بشكل الرجل ، والمراد به جبريل عليه السلام.

                                                                                                                                                                                  قوله: (في سرقة) بفتح السين المهملة وفتح الراء والقاف، أي: في قطعة من حرير.

                                                                                                                                                                                  وفي التوضيح: السرقة شقة الحرير، وقوله (من حرير) تأكيد كقوله (أساور من ذهب) ، والأساور لا تكون إلا من ذهب، وإن كان من فضة تسمى قلبا، وإن كانت من قرون أو عاج تسمى مسكة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فأكشفها) بلفظ المتكلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فإذا هي أنت) ، قال القرطبي : يريد أنه رآها في النوم كما رآها في اليقظة، فكانت هي المراد بالرؤيا لا غيرها .

                                                                                                                                                                                  قوله: (يمضه) مجزوم لأنه جواب الشرط، أي: ينفذه ويكمله.

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني : يحتمل أن تكون هذه الرؤيا قبل النبوة، وأن تكون بعدها وبعد العلم، فإن رؤياه وحي فعبر عما علمه بلفظ الشك ومعناه اليقين إشارة إلى أنه لا دخل له فيه وليس ذلك باختياره وفي قدرته، انتهى.

                                                                                                                                                                                  قلت: بين حماد بن سلمة في روايته المراد، ولفظه: (أتيت بجارية في سرقة من حرير بعد وفاة خديجة فكشفتها فإذا هي أنت) ، وهذا يدفع الاحتمال الذي ذكره الكرماني .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية