[ ص: 239 ] فصل :

[ إبطال nindex.php?page=treesubj&link=28207_24905حيل في الأيمان   ]

من الحيل الباطلة بلا شك الحيل التي يفتي بها من nindex.php?page=treesubj&link=16490_26602_28207_24905حلف لا يفعل الشيء ثم حلف ليفعلنه  ، فيتحيل له حتى يفعله بلا حنث ، وذكروا لها صورا : أحدها : أن nindex.php?page=treesubj&link=24905يحلف لا يأكل هذا الطعام ، ثم يحلف هو أو غيره ليأكلنه  ، فالحيلة أن يأكله إلا لقمة منه ، فلا يحنث .

ومنها : لو nindex.php?page=treesubj&link=24905حلف أن لا يأكل هذا الجبن ، ثم حلف ليأكلنه  ، قالوا : فالحيلة أن يأكله بالخبز ، ويبر ولا يحنث .

ومنها : لو nindex.php?page=treesubj&link=24905حلف لا يلبس هذا الثوب ، ثم حلف هو أو غيره ليلبسنه  ، فالحيلة أن يقطع منه شيئا يسيرا ثم يلبسه ، فلا يحنث .

وطرد قولهم أن ينسل منه خيطا ثم يلبسه .

ولا يخفى أمر هذه الحيلة وبطلانها ، وأنها من أقبح الخداع وأسمجه ، ولا يتمشى على قواعد الفقه ولا فروعه ولا أصول الأئمة ; فإنه إن كان بترك البعض لا يعد آكلا ولا لابسا فإنه لا يبرأ بالحلف ليفعلن فإنه إن عد فاعلا وجب أن يحنث في جانب النفي ، وإن لم يعد فاعلا وجب أن يحنث في جانب الثبوت ، فأما أن يعد فاعلا بالنسبة إلى الثبوت وغير فاعل بالنسبة إلى النفي فتلاعب .

[ ص: 239 ] فَصْلٌ :

[ إبْطَالُ nindex.php?page=treesubj&link=28207_24905حِيَلٍ فِي الْأَيْمَانِ   ]

مِنْ الْحِيَلِ الْبَاطِلَةِ بِلَا شَكٍّ الْحِيَلُ الَّتِي يُفْتِي بِهَا مَنْ nindex.php?page=treesubj&link=16490_26602_28207_24905حَلَفَ لَا يَفْعَلُ الشَّيْءَ ثُمَّ حَلَفَ لَيَفْعَلَنَّهُ  ، فَيَتَحَيَّلُ لَهُ حَتَّى يَفْعَلَهُ بِلَا حِنْثٍ ، وَذَكَرُوا لَهَا صُوَرًا : أَحَدَهَا : أَنْ nindex.php?page=treesubj&link=24905يَحْلِفَ لَا يَأْكُلُ هَذَا الطَّعَامَ ، ثُمَّ يَحْلِفُ هُوَ أَوْ غَيْرُهُ لَيَأْكُلَنَّهُ  ، فَالْحِيلَةُ أَنْ يَأْكُلَهُ إلَّا لُقْمَةً مِنْهُ ، فَلَا يَحْنَثُ .

وَمِنْهَا : لَوْ nindex.php?page=treesubj&link=24905حَلَفَ أَنْ لَا يَأْكُلَ هَذَا الْجُبْنَ ، ثُمَّ حَلَفَ لَيَأْكُلَنَّهُ  ، قَالُوا : فَالْحِيلَةُ أَنْ يَأْكُلَهُ بِالْخُبْزِ ، وَيَبَرَّ وَلَا يَحْنَثَ .

وَمِنْهَا : لَوْ nindex.php?page=treesubj&link=24905حَلَفَ لَا يَلْبَسُ هَذَا الثَّوْبَ ، ثُمَّ حَلَفَ هُوَ أَوْ غَيْرُهُ لَيَلْبَسَنَّهُ  ، فَالْحِيلَةُ أَنْ يَقْطَعَ مِنْهُ شَيْئًا يَسِيرًا ثُمَّ يَلْبَسُهُ ، فَلَا يَحْنَثُ .

وَطَرْدُ قَوْلِهِمْ أَنْ يُنْسِلَ مِنْهُ خَيْطًا ثُمَّ يَلْبَسَهُ .

وَلَا يَخْفَى أَمْرُ هَذِهِ الْحِيلَةِ وَبُطْلَانُهَا ، وَأَنَّهَا مِنْ أَقْبَحِ الْخِدَاعِ وَأَسْمَجِهِ ، وَلَا يَتَمَشَّى عَلَى قَوَاعِدِ الْفِقْهِ وَلَا فُرُوعِهِ وَلَا أُصُولِ الْأَئِمَّةِ ; فَإِنَّهُ إنْ كَانَ بِتَرْكِ الْبَعْضِ لَا يُعَدُّ آكِلًا وَلَا لَابِسًا فَإِنَّهُ لَا يَبْرَأُ بِالْحَلِفِ لَيَفْعَلَنَّ فَإِنَّهُ إنْ عُدَّ فَاعِلًا وَجَبَ أَنْ يَحْنَثَ فِي جَانِبِ النَّفْيِ ، وَإِنْ لَمْ يُعَدَّ فَاعِلًا وَجَبَ أَنْ يَحْنَثَ فِي جَانِبِ الثُّبُوتِ ، فَأَمَّا أَنْ يُعَدَّ فَاعِلًا بِالنِّسْبَةِ إلَى الثُّبُوتِ وَغَيْرِ فَاعِلٍ بِالنِّسْبَةِ إلَى النَّفْيِ فَتَلَاعُبٌ .