[ كراهة  الرمز للصلاة      ] :  
( واجتنب ) أيها الكاتب    ( الرمز لها ) أي : للصلاة      [ ص: 72 ] على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطك   ، بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك ، فتكون منقوصة صورة ، كما يفعله   الكسائي  والجهلة من أبناء العجم غالبا وعوام الطلبة ، فيكتبون بدلا عن صلى الله عليه وسلم : ص ، أو صم ، أو صلم ، أو صلعم ، فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى ، وتصريح المصنف فيه وفيما بعده بالكراهة ليس على بابه .  
وقد روى  النميري  عن أبيه قال : كتب رجل من العلماء نسخة من ( الموطأ ) وتأنق فيها لكنه حذف منها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حيث ما وقع له فيه ذكر ، وعوض عنها : ص ، وقصد بها بعض الرؤساء ممن يرغب في شراء الدفاتر ، وقد أمل أن يرغب له في ثمنه ، ودفع الكتاب إليه فحسن موقعه ، وأعجب به ، وعزم على إجزال صلته ، ثم إنه تنبه لفعله ذلك فيه ، فصرفه وحرمه وأقصاه ، ولم يزل ذلك الرجل محارفا مقترا عليه ، لكن وجد بخط  الذهبي  وبعض الحفاظ كتابتها هكذا صلى الله علم ، وربما اقتفيت أثرهم فيه بزيادة لام أخرى قبل الميم مع التلفظ بهما غالبا ، والأولى خلافه .  
				
						
						
