الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ الألفاظ التي يقولها الراوي بالمعنى ] :

( وليقل الراوي ) عقب إيراده للحديث ( بمعنى ) أي : بالمعنى ، ( أو كما قال ) ، فقد كان أنس رضي الله عنه - كما عند الخطيب في الباب المعقود لمن أجاز الرواية بالمعنى - يقولها عقب الحديث ( ونحوه ) من الألفاظ ، كقوله : أو نحو هذا ، أو شبهه ، أو شكله .

فقد روى الخطيب أيضا عن ابن مسعود أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم أرعد وأرعدت ثيابه ، وقال : أو شبه ذا أو نحو ذا . وعن أبي الدرداء أنه كان إذا فرغ من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هذا ، أو نحو هذا ، أو شكله .

ورواها كلها الدارمي في ( مسنده ) بنحوها ، ولفظه في ابن مسعود : قال ، أو مثله ، أو نحوه ، أو شبيه به . وفي لفظ آخر لغيره ، أن عمرو بن ميمون سمع يوما ابن مسعود يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد علاه كرب ، وجعل العرق ينحدر منه عن جبينه ، وهو يقول : إما فوق ذلك ، وإما دون ذلك ، وإما قريب من ذلك .

وهذا ( كشك ) من المحدث أو القارئ ( أبهما ) عليه الأمر به ، فإنه يحسن أن يقول : أو كما قال . بل أورد أبو داود من حديث العباس بن سالم ، عن أبي سلام ، عن أبي أمامة ، عن عمرو بن عبسة حديثا ، وفي آخره : قال العباس : هكذا حدثني أبو سلام ، [ ص: 149 ] عن أبي أمامة إلا أن أخطئ شيئا لا أريده ، فأستغفر الله وأتوب إليه .

قال ابن الصلاح : وهو - أي القول - كما قال في الشك - الصواب في مثله ; لأن قوله : ( أو كما قال ) يتضمن إجازة من الراوي وإذنا في رواية الصواب عنه إذا بان ، ثم لا يشترط إفراد ذلك بلفظ الإجازة ، لما قررناه . يعني في الفصل الثاني .

قال الخطيب : والصحابة أصحاب اللسان وأعلم الأمة بمعاني الكلام لم يكونوا يقولون ذلك إلا تخوفا من الزلل . لمعرفتهم بما في الرواية على المعنى من الخطر . انتهى . وإدراجه ، رحمه الله ، لهم في المجيزين ، إن كان بمجرد صنيعهم هذا ، ففيه نظر ، وكذا قال البلقيني ، مع أنه قد بالغ أنه فهم من بعض من لا يصح فهمه .

التالي السابق


الخدمات العلمية