الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10216 وعن أبي قتادة الأنصاري فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيش الأمراء فقال : " عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب ، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة الأنصاري " .

                                                                                            فوثب جعفر فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا ، قال : " امضه فإنك لا تدري أي ذلك خير " .

                                                                                            فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صعد المنبر وأمر أن ينادى بالصلاة جامعة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ناب خير ، أو بات خير ، أو ثاب خير - شك عبد الرحمن - ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي ؟ إنهم انطلقوا فلقوا العدو ، فأصيب زيد شهيدا ، فاستغفروا له " ، فاستغفر له الناس .

                                                                                            " ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب ، فشد على القوم حتى استشهد ، أشهد له بالشهادة ، فاستغفروا له ، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة ، فأثبت قدميه حتى قتل شهيدا ، فاستغفروا له .

                                                                                            ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ، ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه " ، ثم رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إصبعه ، فقال : " اللهم إنه سيف من سيوفك فانصره " .

                                                                                            فمن يومئذ سمي خالد : سيف الله ، ثم قال : " انفروا فأمدوا إخوانكم [ ولا يتخلفن أحد ] " ، قال : فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا
                                                                                            . رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح غير خالد بن سمير ، وهو ثقة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية