الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10257 - وعن الزهري أن رسول [ ص: 177 ] الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعثمان يوم الفتح : " ائتني بمفتاح الكعبة " . فأبطأ عليه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم ينتظره حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق ، ويقول : " ما يحبسه ؟ " . فسعى إليه رجل وجعلت المرأة التي عندها المفتاح - حسبت أنه قال : أم عثمان - تقول : إن أخذه منكم لم يعطيكموه أبدا ، فلم يزل بها عثمان حتى أعطته المفتاح ، فانطلق به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففتح الباب ، ثم دخل البيت ، ثم خرج والناس معه فجلس عند السقاية ، فقال علي بن أبي طالب : يا رسول الله ، لئن كنا أوتينا النبوة وأعطينا السقاية وأعطينا الحجابة ، ما قوم بأعظم نصيبا منا . فكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كره مقالته ثم دعا عثمان بن طلحة فدفع إليه المفتاح وقال : " غيبوه " .

                                                                                            قال عبد الرزاق : فحدثت به ابن عيينة ، فقال : أخبرني ابن جريج - أحسبه قال : - عن ابن أبي مليكة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي يومئذ حين كلمه في المفتاح : " إنما أعطيكم ما ترزءون ، ولم أعطكم ما ترزءون " . يقول : أعطيكم السقاية لأنكم تغرمون فيها ، ولم أعطكم البيت . أي إنهم يأخذون من هديته
                                                                                            ، هذا قول عبد الرزاق .

                                                                                            رواه الطبراني مرسلا ، ورجاله رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية