الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            9817 وعن جبير بن نفير قال : جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما ، ومر بنا رجل واستمعنا إليه ، فقال : طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت ، وشهدنا ما شهدت . فأقبل إليه فقال : ما يحمل الرجل أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه ، لا يدري كيف يكون فيه ؟ ! والله ، لقد حضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم ، لم يجيبوه ، ولم يصدقوه ، ألا يحمد الله تعالى ، أحدكم أن لا تعرفوا إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم ، فقد كفيتم البلاء بغيركم ، والله لقد بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - على أشد حال بعث عليها نبي من الأنبياء في فطرة وجاهلية ، لم يروا أن دينا أفضل من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل ، وفرق بين الوالد وولده ، حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا ، وقد فتح الله تعالى قفل قلبه للإيمان ، ليعلم أنه قال : هلك من دخل النار ، فلا تقر عينه ، وهو يعلم أن حميمه في النار ، وأنها التي قال الله تعالى : ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ) . رواه الطبراني بأسانيد في أحدها يحيى بن صالح ، وثقه الذهبي ، وقد تكلموا فيه ، وبقية رجاله رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية