الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 15 ] ( وإذا خرج عبد الحربي إلينا مسلما عتق ) { لقوله عليه الصلاة والسلام في عبيد الطائف حين خرجوا إليه مسلمين : هم عتقاء الله تعالى }ولأنه أحرز نفسه وهو مسلم ولا استرقاق على المسلم ابتداء

                                                                                                        [ ص: 15 ]

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        [ ص: 15 ] الحديث الخامس :

                                                                                                        { قال عليه السلام في عبيد الطائف حين خرجوا إليه مسلمين : هم عتقاء الله }; قلت : أخرجه أبو داود في " الجهاد " ، والترمذي في " المناقب " عن ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن علي ، واللفظ لأبي داود قال : { خرج عبدان إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية قبل الصلح ، فقال مواليهم : يا محمد ، والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك ، وإنما خرجوا هربا من الرق ، فقال ناس : صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ما أراكم تنتهون [ ص: 16 ] يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا ، وأبى أن يردهم ، وقال : هم عتقاء الله سبحانه }انتهى .

                                                                                                        قال الترمذي : حديث حسن صحيح غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ربعي عن علي ، ورواه الحاكم في " المستدرك في الجهاد " ، وقال : صحيح على شرط مسلم انتهى .

                                                                                                        قال الواقدي في " غزوة الطائف من باب المغازي " : وحدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه ، فذكره ، إلى أن قال : { ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أيما عبد نزل من الحصن إلينا فهو حر ، فنزل أبو بكرة ، واسمه : نفيع ، وكان عبدا للحارث بن كلدة ، نزل في بكرة من الحصن ، فلذلك سمي بأبي بكرة ، ووردان عبد لعبد الله بن ربيعة الثقفي ، والمنبعث عبد لعثمان بن عامر ، والأزرق عبد لكلدة الثقفي ، ويحنس النبال عبد ليسار بن مالك ، وإبراهيم بن جابر عبد لخوشة الثقفي ; ويسار عبد لعثمان بن عبد الله ; ونافع عبد لغيلان بن سلمة ، ومرزوق عبد لعثمان ، كل هؤلاء أعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفع كل واحد منهم لرجل من المسلمين يمونه ، ويقرئه ، ويعلمه الشريعة ، وكان أبو بكرة إلى عمرو بن سعيد بن العاص ، فلما أسلمت ثقيف تكلموا في هؤلاء أن يردوا إلى الرق ، فقال عليه السلام : أولئك عتقاء الله لا سبيل إليهم }مختصر .

                                                                                                        { حديث آخر } :

                                                                                                        رواه أحمد ، وإسحاق بن راهويه في " مسنديهما " ، وابن أبي شيبة في " مصنفه " ، والطبراني في " معجمه " عن الحجاج بن أرطاة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس { أن عبدين خرجا من الطائف فأسلما ، فأعتقهما النبي صلى الله عليه وسلم ، أحدهما : أبو بكرة }انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } :

                                                                                                        رواه عبد الرزاق في " مصنفه في الجهاد " حدثنا معمر عن عاصم بن سليمان ثنا أبو عثمان النهدي عن أبي بكرة { أنه خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محاصر أهل الطائف بثلاثة وعشرين عبدا ، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الذين يقال لهم : العتقاء }انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } :

                                                                                                        مرسل ، أخرجه أبو داود في " المراسيل " عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد ربه بن الحكم { أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حاصر الطائف ، خرج إليه أرقاء من [ ص: 17 ] أرقائهم ، فأسلموا ، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم مواليهم بعد ذلك رد النبي صلى الله عليه وسلم الولاء إليهم }انتهى .

                                                                                                        قال ابن القطان في " كتابه " : وعبد ربه بن الحكم لا يعرف حاله ، ولا يعرف روى عنه إلا الذي روى عنه هذا المرسل ، وهو عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } :

                                                                                                        مرسل ، أخرجه البيهقي عن ابن إسحاق عن عبد الله بن مكرم الثقفي { عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن خرج إليه من عبيد الطائف ، ثم وفد أهل الطائف فأسلموا ، فقالوا : يا رسول الله رد علينا رقيقنا الذين أتوك ، فقال : لا ، أولئك عتقاء الله . ورد على كل رجل ولاء عبده }انتهى كلامه .




                                                                                                        الخدمات العلمية